You are currently viewing قِصتي

قِصتي

قِصَّتِي

ياربُّ الأربابِ وأرحم الراحمين

مكسورٌ خاطري تُجْبِرْهُ كلمتين

 

لعلَّ الوجودَ يقرأهُا بِإمْعان

لِحواسي صَريخٌ أقصاهُ الأنين

 

عِشتُ معتقِداً في الحاجَةِ سَأُعان

حاربتُ بمُنتهى فؤادي طواحين

 

كَشفَت أوراقها الدُنيا وشتّان

ما بين مُعْتَقَداً وواقع سنين

 

بذلتُ جهِداً بالفطرةِ كإنسان

لأحقق أحلامي وأعيشُها حين

 

فجَّرت حواسي وأطلقتُ العنان

لتُشرق شمسي على الدنيا تبين

 

همستُ لمكنوني ان اظهر وبان

كفاكَ كبتاً وشقاؤُكَ يُهين

 

بدأتُ بالدين ودليلي قرآن

وكان إسلامي في جسدي هجين

 

كنت صُوفيّا لرِفاقي تِبيان

وكرَّستُ مجهودي لرِفعةِ الدِين

 

درستُ عُلوماً وطلبتُ البيان

وتبِعتُ بِخُطايَ آثارَ ساعين

 

فكرتُ وسألتُ فللعلمِ أعيان

وحكمةٌ نِلتُها بصمتٍ مُعين

 

وللجسدِ نفسٌ وللنفسِ كيان

غابةٌ رُوحي ولِشُعُوري عَرين

 

وفاضَ احساسٌ يخنُقه كِتمان

ترامى فنّهُ كحِمَمِ البراكين

 

رسمتُ لوحاتي بِكُلِّ الألوان

بريشتي أصبح للشكل شكلين

 

أجزَمَ رسامٌ بأني فنّان

وأجمعت نُخبه بذوقٍ رزين

 

كتَبتُ الشِعرَ بجميع الأوزان

ولشطري إخوَه فلقصيدتي جِين

 

الشعرُ بحورٌ وسَفينه وقُبطان

ورِحله يُداري مَوجُها فَطين

 

وعزفتُ بأوتارٍ وعبّرتُ بألحان

ولقيثارتي أصبح احساسٌ وحَنين

 

ضَحِكنا وبَكَينا ولمَّتنا أحضان

علاقتُنا مجنونه ولِلحُب مجانين

 

وبحثتُ النفسَ وللنفسِ طريقان

خَلقنا الكريمُ وهدانا نجدَين

 

فإمّا شاكرٌ مُؤمن بلُقيان

وإما كفورٌ خسِر السبيلين

 

وفي الدُنيا أصبتُ بحجرٍ صقران

وكُنتُ أسطوره يتبعُها مُحبين

 

ورِسالةٌ صَرخَت توقّف يا انسان

أنسيتَ أنَّك مَخلوقٌ مِن طين !؟

 

وأن كل ما دون الخالقِ فان

محسومٌ مصيرُ الخَلقِ أجمعين

 

أنَسيتَ أْنْ ليس في الدُنيا أمان

كفاكَ اجتهاداً وركضاً بيقين

 

أخذتَ نَصيبُك من الدنيا وكان

يفيضُ انتصارا وفَخرُ عالين

ووقتُ تسديد الدُيُونِ قد حَان

خُلِقتَ عبداً وفي عُنُقِكَ الدَين

 

وبلاءٌ مسّني وبدأ بِهَوان

لكنَّهُ مُزمِن ويتدرَّجُ بِلين

 

سببٌ وعلاجٌ في الطب مجهولان

لمرضيَ (القاهر) ما بين قوسين

 

تعريفُ المرضِ ستكتملُ بنُقصَان

العجزُ الطبيعي ستَذُقهُ ضِعفَين

 

لن يُجدي نفعاً حِزامُ الامان

فخطرُ الداءِ تخطَّى البُعدَين

 

فجسدٌ سيغدُو كفريسةِ ثعبان

وروحٌ بريئه ستنتظرُ كسجين

 

ونفسٌ صابره يسنِدُها ايمان

يَومُها زُهدٌ وصلاةٌ وذِكرين

 

بدأتُ أتهاوى من قِمَّةِ وِديان

وأسقُطُ إجباراً مَكتُوفُ اليدَين

 

تَخبَّطَ وُجودي بِصُخورٍ من ضَيم

ولِقاعٍ من قِمَّه بِوقوعٍ رهين

 

وبدأتُ أعيشُ زمن الخُسران

وأخسرُ وأفْقِدُ وأنسى السنين

 

وشيئاً فشيئاً ازدادُ فُقدان

وتضعُفُ قِوى سندتني سنين

 

كسّرتُ أقلامي وشققَّتُ الأوراق

قصصتُ الأوتارَ ونَسيتُ عِلمَين

 

أحتضرُ وأتعذّب وتحكُم نيران

أَحْرَقَتِ المتاعَ وتنظرُ العين

 

بِوقُوعِي هَرِمتُ وجارَ الزمان

وحالي يردِّدُ يا رب وآمين

 

تذكَّرتُ في كبدٍ خلقنا الإنسان

سنشقى ونحزن لنكون سعيدين

 

وقَهرُ الرجالِ أعيشهُ الآن

والهَمُ والحَزَنُ وغلبةِ الدَين

 

لا أقوى تقدُّم لِهُنا خطوتان

لا أملِكُ عتاداً وكأني في حطّين

 

أوكأتُ قلبي عن دُنيا بما فيها

ما عدت أرجوا حتى الأرين

 

لم يعد ماذا ولماذا السؤال

أو كيف ومتى أو هل أو أين

 

وانا مضطرٌ دعوتُ الرحمن

السّوءُ يتوغّلُ وأوضاعي تَشِين

 

لعمرُكَ يا رب أسألُك وهيمان

وأُفُقُ رَحمَتُك ما حدَّها ثَقَلين

 

لِسَرِيرَتِي مَطْمَع وأنت الحنَّان

أرجوكَ المُرادُ حقِّقهُ بِحرفين

 

تمهّلتُ وفكرتُ وأعدتُ الحُسبان

لعلّي في مرّه أخذتُ نصيبين

 

بَصَّرنِي العليم وجسر الخُذلان

لِماضٍ ظننتهُ أُولى الجنتين

 

أعتنقُ الإسلامَ وطَبَّقتُ الأركان

لا أعصي وأُذنِبْ لا أتبع شياطين

 

وبِخُلقي أُعامِل الناس بإحسان

وعُملةُ اِحساني نادرةٌ بِوجهَين

 

اِستَمَتُّ بِعبادتِي وكسَّرتُ جُدران

بأحكامِ قرآنٍ وشرحُ صحيحين

 

جَسَر ارتجالي مطلوبُ المنَّان

وجَهلاً نَسيتُ أحسن الخالقين

 

وأنّه خَلق بقدرتِه ملائكةً

مُطلقةً عِبَادَتُهُم هم لا مُذنبين

 

غَايَتُه الحُرَّةُ نَعبُده بإيمان

نُذنِبُ ونَتُوبُ وغير ملومين

 

كلَّفَ الله النفسُ ما وُسِعَت

ما حمَّل الفَردَ حِملُ شخصين

 

ذَنبي لم أُذنِبْ وعِشتُ ظمئان

أحيا حياةً ما عِشتُها يومين

 

في حياتي الحُبُّ أضغاثُ هذيان

فلمستُ يداها وقبّلتُها قُبلتين

 

وأغرقتُها غَزَلاً وأقْسَمنا عهدان

سنُضَحِّي لا نخُون ونحنُ خَيالَين

 

سكنتُ بيوتَاً في مُدُنَاً وبُلدان

بُوصَلَةُ اضطِرابي استقّرّتْ بِقُطبَين

 

لذهابٍ وايابٍ يتضاربُ بابان

ما كان اختياراً أكونُ بوجهين

 

للعِلمِ بِفِكرِيْ مَدَدَّتُ اليَدَان

ناديت بصوتي وركضت بقدمين

 

أجَابَ القَدَرُ يَسُؤكَ إمتحان

تُقاوم وتصبِر وتتحمّل أمرّين

 

سأُكمِلُ العُمرَ يائس وندمان

وراضٍ بذلك وبِمِثلِهِ ألفين

 

اعتادت النفسُ شقاءُ حِرمَان

وخسارةٌ وفَقرْ وبؤسٌ وما بين

 

أستغفرُ اللهَ وأسألُه الغفران

وأسأله ختامٌ يُرضي الطرفين

 

سأمضي مُحاولاً ضبط الميزان

لترجحُ بثباتٍ خيرُ الكفَّتين

 

للمسلم حياةٌ مزجاةٌ بحُسبان

وآيةً تُجزم سنكون راضين

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً