نِهَايَهْ..
إن لكل شيء صلاحية.. حتى الإنسان…
هل ما أنا فيه ينطبق عليه المثل القائل "إنقلب السحر على الساحر" !؟, إن ما أنا فيه عجزت ولأول مرة معرفته.. إن تسائلت دائما عنما يجول بخاطري وبين زوايا أفكاري أجد إجابة.. لكن لماذا لم أجد إجابة لهذا السؤال!! .. مررت بكل الدرجات الفكرية تقريبا.. لكن ما أنا عليه لا أفهمه.. ولا أشعر بأن جملةً تعبر عنه إلا "إنتهت صلاحيتي"…!!
فجأه.. كل ما أحب أصبح شعوري له ليس حباً ولا كره.. يمكنني تسميته لاشعور, كل ما أحتاجه أصبح غيابه لا يعنيني, كل ما أتمناه.. أصبح كأي شيء أمامي ولا أستخدمه, كل ما أريده.. أصبح شيء لن أموت إن لم أمتلكه, كل شيء أصبح وجوده كغيابه, وكأنما بارت كل السلع.. إن أثمن عنصر كنت أقدّسه ليس جديد.. ليس نحاس.. ليس فضة.. ليس ذهب.. ليس ألماس.. إنها أُنثى جميلة ذكيّة.. العنصر الثالث في مكملات الحياة تكملني بجميع المقاييس.. لا أعلم هل صغرت قيمتها إلى أن إضمحلّت !! أم نزع الله من كينونتي قيمتها لألتفت إليه وأتوقف عن البحث عنها.. لا أعلم لماذا لم يعد لديها قيمة عندي بكل ما تملك.. لا شعرها.. أو ملامحها.. أو جسدها بخصرها.. إختفت تماماً من مخيلتي, أصبحت لا يعنيني هل أنا أعزب أم متزوج.. هل ستقاسمني الحياة مرأه جذابه أم سأكمل الطريق وحدي..
المال.. العنصر الثاني في مكملات الحياة.. لا أعلم لماذا أصبح الغنى به كفقره.. لم يعد يختلف وجوده عن عدمه.. لا أعلم لماذا لم يعد البحث عنه هو السبيل الوحيد للعيش بكرامة تليق.. فجأة تعرى خافقي تماماً عن ما أمتلك وما لا أمتلك.. كيفما كانت الحياة فهي مجرد هواءٌ أتنفسه وماءٌ أشربه.. لم أصل لتلك المرحلة ولله الحمد.. لكن قبل أن أصل.. أهلاً وسهلاً ومرحباً بأي إبتلاء من الله الكريم,
الله سبحانه وتعالى.. أغنى وأقوى عنصر في الوجود.. قبل كل شيء وبعده.. لا أعلم لماذا.. أستغر الله أصبح أمرٌ ليس ما يملك غايتي المنشودة.. فقبل أن أموت.. صحيح بأنني لا أريد النار.. لكن لا أريد الجنّة كذلك !!
أنا إنسان لا يريد شيء.. حرفيّاً.. كل ما أتمناه أن لا يكون لي وجود في أي مكان.. لا أريد أن أكون شيء ليس مذكورا.. لا أريد أن أكون.. أريد الإختفاء.. أريد العدم الحقيقي.. حيث لم يخلق الله شيء, أريد أن أعود لـ.. إن قلت أي شيء.. فذلك يعني أنني موجود.. حتى وإن قلت أريد أن أكون لا شئ فأنا أعبر عن وجود أمر ما.. فأصح ما أعبر به عن مرادي.. هو أنني أريد أن أكون: … أو:
لا أعلم كيف وبماذا أعبّر عن ذلك الفراغ.. إن أسميته فأنا أعني شيء.. وإن لم أذكره فأنا كذلك أعني شيء آخر.. لا أعلم إن فهمتني أو لا.. لكن أنا متأكد بأن الله يفهمني.. اللهم ناولني ما أريد بغير حساب.. فأنت وعدتني حين قلت "يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"…!!