You are currently viewing قَبْلً البِدَايَهْ.. وَبَعْدُ النِهَايَهْ…!!

قَبْلً البِدَايَهْ.. وَبَعْدُ النِهَايَهْ…!!

 

 

ان اكرمنا عند الله اتقانا.. كما اخبرنا رسول الله من بني البشر.. هناك الكثير وربما أكثر من جنس البشر إبتلاهم الله جل جلاله بمحن قادت مكنونهم للتساؤل.. أين رحمة الله !؟ وأين فرجه وعطفه ولطفه !؟

والبعض من شدة ابتلاءه وضعف ايمانه مع نفسه الامارة بالسوء ووسوسة الشيطان.. كَرِه الله, ولم يعد يحتمل مشقة الحياة..

بعضهم ابتلاه الله بمحنه اجتماعية كالأيتام واللقطاء..

 

 

وبعضهم بضائقة مالية كالفقراء..

 

 

وبعضهم ابتلاه الله بمرض مزمن كالسكر أو السرطان او مرض ليس له علاج, سأخبركِ أختي المسلمة أخي المسلم كيف أن الله أرحم إله.. وأعدل قاضي.. وأكرم معطي.. وأن كيف هو كامل مكتمل لا شك فيه, لعلي وأسأل الله أن يكون حديثي حديثٌ حق سأحاول شرح المسألة لك.

 

~~~

 

بدأ وجودنا في كينونة لا يعلم مكانها إلا الله تبارك وتعالى.. ولا يعلم ماذا كنا آن ذاك.. أرواح.. أو حواس.. أو هواء أو كما وصفنا الله شيئا ليس مذكورا.. فيقول الله في كتابه الكريم هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا..  وبما أن الله وصفنا يدل ذلك بأن كان لنا وجود.

 

كان ذلك في مكان لا يعلمه إلا الله ربما كوكب الأرض.. أو في السماء.. أو كوكب آخر.. ربما ليس في الكون بل في حقل سواه الله لحاجة.

 

عندما كنا شيئا ليس مذكورا.. عرض الله الأمانة على السماوات والأرض والجبال وعلى ما كنا عليه آن ذاك.. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب الآية 72: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا, عرض الله علينا جميعا ما يريدنا أن نقوم به وماذا وكيف سيكون الحساب وما هو الجزاء وما هو العقاب.. ونحن من بين خلق الله من اختار حمل الأمانة لأن الله أرانا ما سيكون جزائنا إن حملنا الأمانة.

 

الله أعلم كيف وقدر المعرفه التي أعلمنا بها قبل أن نختار حمل الأمانة.. فعندما أتحدث على الصعيد الشخصي مجرد بخواطري أتسائل وأتبحر أعتقد أن الله قال لي قبل أن أختار حمل الأمانة ما يلي:

 

# يا عبدي منذ طفولتك ستتمنى أن تموت..

وأردت حمل الأمانة وأن أكون إنسان..

 

# وأعلمني أن يا عبدي عندما تكبر وتستوعب الدنيا أكثر.. من فيض عنائك ومشقتك وإعتصار الحزن لمكنونك الحسي ستقول لي وتدعوني باكياً بأنك لم تعد تريد الجنة فقط ستقول إعتقني وخذني من الإختبار..

وأردت حمل الأمانة وأن أكون إنسان..

 

# ستقول يا عبدي: إن كنت خلقتك وكلفتك لإيصال رسالة ومهمة لأقوم بها ستطلبني أن أكلف غيرك بذلك وأعيدك شيئاً ليس مذكورا..

أنا من أراد حمل الأمانة وأن أكون إنسان..

 

# ستحاول الانتحار كثيراً بل ستخسر كل مالك في علاج من محاولة انتحار..

لكن أنا من أردت حمل الأمانة وأن أكون إنسان..

 

# يا عبدي ستعيش سنوات وحيد.. منعزل.. منطوي.. عن الناس وليس لديك زينة الدنيا لا المال ولا بنون..

قبلت وأنا من أراد حمل الأمانة وأن أكون إنسان..

 

# لا أعلم كيف عرض عليا الله عز وجل صحتي هل قال لي ستمرض كثيرا بل ستمرض مرضاً ليس له علاج.. أم اعلمني فقط بأني لن أكون مرتاحاً جسدياً !!

لكني قبلت أنا من أردت حمل الأمانة وأن أكون إنسان..

 

# لا أعلم كيف أعلمني الله بأن لن يكون لي نصيباً يزيد عن حاجتي للمال ربما شرح لي بأني سأنام ذات ليلة على كرسي خشبي في الشارع !! وربما فقط قال لي ستكون فقيرا..

لكن أنا من رغب بحمل الأمانة برغم كل ما أعلمني الله به..

 

# بالتأكيد أكد الله علي أن يا عبدي سيكون لك من كل بحرٍ قطرة.. فستكون كاتباً ماهِراً في الكتابة.. ورساماً هاوياً في المجال الفني.. وآراءك محنكه في المجال السياسي.. وفيلسوفاً في العزف في المجال الموسيقي.. ومدرستاً في الشعر في المجال الأدبي.. ومثقفاً يلجئ أصدقائك لسماع آرائك في المجال النفسي.. وأكثر.. لكن لن تنال في الدنيا من كل ذلك أي مكانة من شأنها ترقية حياتك.

بالتأكيد استبشرت خيراً وكنت جاهلاً ولم أكن أعلم ثقل حمل التهميش آنذاك..

 

# وآخرا لا أعلم كيف أوصل لي الله عندما كنت شيئاً ليس مذكورا بأن الأنثى ستكون عنصراً مقدساً في مكنوني.. ربما شرح لي كل تاريخي مع الجنس الناعم.. لكن ربما إختصر ذلك فقط بأن لن تتقبلني فتاة وسأكون فقيراً في علاقاتي فقط..

لكني لم أمانع وأرفض ووافقت..

 

ربما لذلك قال الله وحملها الإنسان إن الإنسان كان ظلوماً جهولا, ربما هذا القصد والمعنى بأننا كنا جهله لا نعلم حقاً ما هو شعور العيش بذلك القدر وكم هو صعب ومشقة لا تطاق..

 

بعد ذلك محى الله سبحانه وتعالى من مذكراتنا عندما كنا شيئاً ليس مذكورا وبدأ خلق الإنس من آدم ويستمر الإختبار إلى أن تقوم الساعة.

 

يقول الله في سورة المؤمنون: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14} 

 

 

أعتقد والله أعلم أن الله قصد هنا أن الناس أصبحوا بشرا بعد أن كانو شيئاً ليس مذكورا, ونحن الآن في الدنيا في إختبار.. الذي بعده سيكون اليوم الأعظم.. حين توزع الصحف.. إنه يوما قال الله عنه في سورة المعارج الآية الرابعة: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ.. إنه يومٌ واحد توضع فيه الموازين يقول الله عز وجل في سورة الإسراء الآية الثالثة عشر: ﴿كُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا, وفي آية أخرى في سورة التحريم واصفا ذلك اليوم: ﴿يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

 

يقول الله عن ذلك اليوم في سورة طه الآية مئة وثمانية: ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا, سيكون البشر يعيشون أرهب صمت مر عليهم وينادى على عبدٍ عبدا.. وينادى على فلان.. يا فلان إبن فلان ويقول المَلَك هذا فلان إبن فلان من له عنده من مظلمة فليأتي.. سيُردُّ المِخيط والمَخيط.. لو أن أحداً ظلم فلان بشكة ابرة أو نسمة هواء سيأخذ حقه منه على الملئ أمام كل بني البشر.. ثم يُخرج له من تحت العرش تسعة وتسعين سجلاً كل سجلٍ مدُّ البصر.. كل حياتك التي قضيتها مذ إختيارك لحمل الأمانة وإلى اليوم الذي أخذت في سجلك.. وستتأكد وتتذكر بأدق التفاصيل كل حياتك.. وتقرأها بنفسك.. خيرات كانت أم سوءات.. ويقول له الله تبارك وتعالى: "عبدي.. إتطلع.. فيتودد العبد ويجيب بتودد يا رب أنت لست بظلامٍ للعبيد" يقول له الله إقرأ كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا, ولا تظلم نفس شيئا.. ولا بنسمة هواء.. فيقلب الصفحات ولا ينكر منها شيء.. فيُقال له إتطلعت يا عبدي.. وكما جاء في حديث البطاقة حديث رسول الله يسأله ثلاثة أسئلة.. كل سؤال أعجب من أخيه.. فالأول "عبدي.. هل ظلمك حفظتي ؟" فيقول لا يا رب.. السؤال الثاني.. "ألك حسنة مخفية ؟" فيجيب "لا يا رب".. والسؤال الثالث هو الأعجب.. فيسأل "ألديك عذراً تعتذر إلينا به ؟ فيقول لا يا رب فيقال له بلى.. إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلمٌ عليك اليوم.. فتخرج بطاقة فيها (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدٌ عبده ورسوله)  فيقال له أحضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال فإنك لا تظلم.. فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة.. وطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع إسم الله تعالى شئ, عندما علموا بذلك الصحابة ما تحملوه.. قالو أيقبل منا ربنا الأعذار يا رسول الله؟ فأجابهم محمد صلى الله عليه وسلم: "لا أحد أشد قبولاً للعذر من الله", ما بالك بالتعذر وهو الذي عذرك بجميع الصلوات فإن كنت مسافرا تجمعها.. إن كنت مريضاً تصليها على كرسي حتى وإن كنت طريح الفراش لا يمكنك الحراك فقط صلي بعينيك.. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.. ويقول الله في القرآن الكريم لنفسك عليك حق.. وفاز من زكاها وخاب من دساها..

 

إن ذلك اليوم نقف أمام الحكم العدل.. لا ظلم اليوم.. لا تخفى عليه خافية فهو الرقيب كما قال في سورة النساء الآية الأولى: ﴿إن الله كان عليكم رقيبا.. وهو يسمعُ دبيب النملة السوداء فوق الصخرة الصماء ويراها في الليلة الظلماء, في ذلك اليوم سيكون الناس قسمين.. فقسم لن ينجو ويكابد ويعاني من الأهوال ويقول الله عنهم في سورة النساء الآية السابعة والتسعون: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا, أما القسم الذي سينجو هم أصحاب الحسنات من المؤمنين يقول الله جل عدله في سورة القصص الآية الرابعة والثمانون: ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وتقول الآية الكريمة في سورة الأنبياء الآية الثالثة بعد المئة: ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ

 

وأخيرا أخي.. أخيرا أختي.. هل تعلمون ما جعلني أصبر إلى اليوم برغم كل ما عايشته؟ أولا إنه إيماني بأن الله هو من سيحاسبني فسيحاسبني العدل الحق الذي يعلم كل ما أُعلن وما أُسر..

 

ثانياً أريد معرفة الحساب الذي أراني إياه الله عندما كنت شيئاً ليس مذكورا وقبلت حمل الأمانة من أجله برغم كل الصعاب والمتاعب التي ستواجهي وسأعيشها.

 

لا أريد آنذاك في اليوم الموعود يصيبني ضيق صدر أو أكون خائفاً أو جزوعا أو هلوعا أو مرعوباً أو فزِعا.. أريد أن أقابل الله بوجهٍ مسفر ضاحِكاً مستبشر أريد أن أأخذ كتابي بيميني وأقول هائم اقرؤوا كتابيه.

 

وبعد معرفت كل ذلك أصبحت كلما أصابتني مشقة ومهما استبهجت لا تعنيني.. أعيشها وأتعايش بها بصدر رحب وأتعامل معها بكل رحابة صدر.. لأن الله قد بلغني سابقاً عندما كنت شيئاً ليس مذكورا بأن هذه المشقة ستصيبني ولم أمانع وانا من اختار حمل الأمانة.. بل ووأرحب بكل ما سيصبني من مشقات ومتاعب.

 

أعيش اليوم وأجتهد وأسعى أن يكون لقائي بأرحم الراحمين يرضيه.. لا يغضبه.. هو الذي قال في الآية الثالثة من سورة المائدة: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا أسأل الله أن يهدي كل الجنس البشري لمعرفة الحق.

 

أسأل الله أن أكون كريم كرما أنال به الجنة.. فأنا أعرف أن أكرمنا عند الله أتقانا.

 

إن أحسنت فذلك من الله.. وإن أسأت فمني ومن الشيطان وأستغفر الله العظيم

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً