إن وجودك في الدنيا أمر لا شك فيه والدليل الأول على ذلك أنك تقرأ ما كُتب, دائماً لبدأ أي أمر يجب أن تبدأ من أوله والذي سيكون المصدر, ونريد في هذه التدوينة التحدث عن وجودنا.. ولنبدأ علينا النظر أولاً لمصدر وجودنا وهو الله الذي تحدث عن وجودنا في كتابه القرآن حيث قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.. فهذا هو سبب وجودنا الأول من المصدر ويأتي بعد ذلك سبب وجودنا الثاني من المصدر القرآن كلام الله حيث قال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ}.. ولتفاصيل أكثر أوضح الله في القرآن الكريم أن عناصل تفضيل هذا عن ذاك هي العلم والعمل, ولتفاصيل أعمق أوضح الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وقوله: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
على الرغم من أنني متأكد بأن القرآن يجب أن أتبحر فيه لأعماق لم يصل إليها أحد لأنه يحمل الكثير من الأجوبة على أسئلة تصيبني بالفضول دائماً لكن سأتوقف هنا في توضيح الدين لنا في سبب وجودنا, لكن الله خلقنا بعقول تفكر ويجب علينا التفكر كما يجب علينا تحريك أعضاءنا جميعها عند الحاجة لشيء أو لآخر.. نحن نحيا حياة لابد منها وبعد أن عرفنا سبب وجودنا الديني يجب أن نتعمق وننتقل لسبب وجودنا الواقعي الذي يستند على مصدره السبب الأول لوجودنا والذي تتفرع منه منافستنا لمحاولة البقاء في القمَّة, إن مسيرة الصعود إلى القمة هي شغلنا الشاغل وما يجب أن يكون عليه الإنسان ليحافظ على إنضباط كل شيء في حياته وليحافظ على إعتدال وزنية كل شيء.