!!

الإنتحار

 

لم أكن أعرف ما هو لكني حاولت جاهداً تطبيقه لأنتهي من حياتي.. كنت أعتقد جهلاً بأن هناك ما هو أرحم من مشيئتك, لم أكن أعلم أي شء عنه لكني كنت مؤمن بأني به سأرتاح من المعاناة التي أعيشها.. حاولت كثيراً الإنتحار لكني لم أموت.. بالتأكيد كان ذلك بسبب رحمتك التامة, أنا أعرف بأن ما أريد ليس صعباً على الله على الإطلاق.. لكن لا أعلم ما يخفيه الله عني.. الأسوأ من ذلك أنني دائماً أدعوه بأنني يارب مهما كنت تخفي عني من عذاب فأنا أعبدك لكي لا يمسني عذابك, ومهما كنت تخفي عني من جزاء يا الله فأنا أعرف عن جمال الحياة التي سأحظى بها لطالما هي منك لكني لا أريد ذلك يا الله أرجوك إرحمني بمجرد وجود الحياة فيها فلا أريدها مهما كانت.. اللهم إني لا أسألك رد القضاء والقدر لكني أسألك اللطف فيهما..

 

الموت

 

لم أكن أعرف ما هو الموت.. كنت فقط أريد الوصوص إليه وتحقيقه بأي شكل من الأشكال, لأن الحياة التي أحياها لا ترضيني أبداً وأن يا الله أعلم مني بعدم تقبلي للحياة.. وبأني لا أريد جزاء سواءاً كان في الجنة أو النار لأن الحياة قائمة فيها.. أنت الوحيد القادر على تحقيق ذلك, لقد تعلمت ما هو الموت.. ومراحل الموت.. وما بعد الموت.. وتصورت بخيالي كل ما يحدث بعد الموت.. لكن أنت الوحيد الذي يعلم ما أريد, أنت يا الله قلت في كتابك المقدس: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.. ها أنا أتضرع إليك ومبرري إقتبسته من حديثك يا الله.. مذ ولدت وأنا صابر.. والجزاء الذي أريده العدم.

 

العدم

 

هناك رجل مسلم.. أتعبني في التفكير.. لأنه دائما هو الوحيد الذي من خلال علومه يجيب على أسئلتي.. لكنها ليسة إجابة على الأسئلة فقط.. بل تخطيئ ما إستوقفني ودليل على خطأ تلك الفكرة أو الأخرى, إن آخر فكرة قرأتها من كتاب ذلك العالم هي أن العدم ليس كما أعتقد بل هو مكان موجود وحيز لا يعلم مكانه إلا الله.. وأنه ليس عدم كما نعتقد نحن البشر.. العدم هو الوجه الآخر من الوجود.. فكما نقول النور والظلام والموجب والسالب نقول الوجود والعدم فعندما نقول ظلام مثلا نحن نقول كلمة تصف ماهو عكس كلمة النور لكننا وصفنا أمراً هو كون الإضائة غير منيرة.. ولا يصح القول بأن ليس هناك نور من الأصل لكن فقط وصفناه بأنه غير منير بقولنا الظلام, كذلك الوجود والعدم.. فالعدم له كينونته التي لا يعلم مكانها وحقيقتها وأصلها وما فيها وبداخلها إلا الله.. فنحن فقط نصف بكلمة العدم وصفاً عكسيَّاً لكلمة الوجود.

 

~~~

 

شئت أم أبيت الموت هو نهاية كل شئ كل شئ فان إلا وجهه سبحانه وتعالى, لقد قضيت ثلاثين عاماً متعلقٌ بذلك الأمر.. اليوم هي لا زالت رغبتي التي لن ولا أعرف وصفها لكي لا يكون لها وجود آملاً أن تكون قد فهمت قصدي عندما أقول ذلك برغم أنني أشك أنها أمر حقيقي, لكنني أريد ذلك حيث لا وجود لي ولا عدم ولا فناء.. أريد أن أكون لم يتم وجودي حيث قبل أن يتنعم عليَّ الله برحمته ويلبس روحي لبس الجسد.. لكن للأسف يبدو أنه أمراً غير متاح ضمن الخيارات, في الحقيقة عندما أقول أني أتنمى الموت فأنا أقصد إمَّا تغيير حياتي التي أعيشها لتصبح حياة كريمة أو لا أريد الحياة على الإطلاق كيفما كانت.. زبما أنني لن احصل على تلك الحياة التي أتمناها في الدنيا فأنا متنازلاً عنها لو كانت لي في الآخرة.. لأنني غير متقبل فكرة كل شئ.. فأنا ولدت رغماً عني.. وعشت رغماً عني حياة لا تطاق.. وسأعيش الموت شئت أم أبيت.. وسأحيا مصيري رغماً عني, ذلك ما يغيظني ويشعرني بأني مقهوراً رغماً عني.. حتى وإن كان الله سيمحي من ذاكرتي تلك الحياة البائسة فأنا لا أرد جزاءاً ولا عذاباً رغما عني.. فما ذنبي أنا في الوجود رغماً عني.. ولا أعلم ما سيحدث لي بعد الموت رغماً عني.. ربما شيئاً جميلاً لكن بما أنه رغماً عني فأنا لا أريده.. ما هو ذنبي في كل تلك .. الحياة.. لم أختر شيئاً.. وأحيا كل شئ رغماً عني..أعلم بأن الله لن يستجيب دعوتي لكني سأكررها علها تصيب.. يا الله أسألك أن تناولني ما أريد.. أعلم بأن هناك شيئاً لا يصعب عليك.. لذلك أطلبه منك.

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

This Post Has 2 Comments

  1. Es

    مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)

  2. LIBS

    الحمدلله والشكر الله محييني أطيب حياة. 

اترك تعليقاً