فاقد الشئ لا يعطيه.. يتعامل الناس المحيطين مع هذه العبارة وكأنها آية من آيات القرآن.. كيف تكون صحيحة برغم كل فوضة مشاعري وأحاسيسي !؟ أقلق قلق لا يضاهيه قلق.. وأخاف على صديقتي خوفاً لا يجعلني أعيش مرتاح.. أخشى على صديقتي من أهلها والمكان الذي تتواجد فيه أينما كانت ومع من كانت.. وأبكي بحرقة كل ثانية لقلة حيلتي على تأمين مكان أعيش فيه وحدنا أنا وزوجتي.. التي لا أعلم هل سأبقى حياً لنتزوج أم سأموت قبل ذلك !! أشعر أن كل تلك الفوضى أنا من بحاجة لها.. كيف أكنها لأحد وأنا لا أملكها وهي كل ما أحاول توفيره لها..
يوم أمس كنت أحاول جاهداً وأنا أبكي أن أتحدث مع الله لأن أمراً لم يكن يبدو منطقياً بالنسبة لي.. لكن بإلهام منه عرفته أكثر وأوصلني من تلقاء نفسي لجواب على سؤال كان يؤرقني تلك الساعات,
أشعر بشكل مطلق أني بحاجه منها لكل مشاعر لكن منها تجاهي.. لا أستطيع تحمل الحياة على هذا الحال البائس.. لقد حاولت الإنتحار أكثر من مرة دون فائدة.. فلم أستطيع أن أعيش وأطيق الحياة.. ولا أموت لعلها تجربة تكون النهاية !!
لا يزال الناس حمقى.. لا يعترفون بأنهم حمقى ويزيدون بلاهتاً.. فيتحدثون عن المنطق والصواب والحلال والمفروض وهم أول من يسير في الحياة بعكس ذلك السير.. والمضحك المبكي في الأمر أن حججهم ومبرراتهم المنطق والصواب والحلال والمفروض.. كل ما يخطر على بالي ولا يكاد يقف عن تجوله بين أفكاري هو حديث غير صحيح نصه أن الدنيا ملعونة وملعون ما فيها.. لا شك بأنه غير صحيح لكنها الكلمات الوحيدة التي تعبر بصدق عن ما أشعر به.
ما يقودني للجنون كلما إنفردت أني أعلم بأن الله يحبني وأنه يريد لي الخير ويريدني أن أكون مرتاحاً.. لكن هذا ما يريده الله وليس أنا.. ملئت الدنيا دعاءاً بأنني لا أريد شيئاً وجل ما أريده هو العوده للعدم للشئ الذي لم يكن شيئاً مذكورا مهما كان جزائي.. وعجزت أحاول توصيل رجائي لله بهذا الطلب مهما كان يخفي لي من إنبهار وفرحة وسرور وسعادة وإكتفاء وكرم.. ولا أعلم هل القادم محاولة إنتحار فاشلة أخرى أم جواء لنداءاتي لطالما تمسكت بها لأكثر من عشرون عام.