ماذا عساه أن يكون مابي.. أشعر حقَّاً بأن الدنيا ضاقت على كياني بما رحبت…!!
في مرةً من المرات وبعد مراجعة عشرات أطباء علم النفس وعدم الإستفادة من أحدهم.. تعوذت بالله من الشيطان الرجيم وذهبت أبحث عن حل لمعضلتي عند "رجال الدين".. إنهم رجال سفهاء ليس إلا.. آخر شخص شكوته حالتي المعقدة.. يا شيخ لا أريد جنة ولا نار.. لا أريد الدنيا بمحاسنها وبمساوؤها.. لماذا لا يجوز لي التمني بالخلاص… فأجابني بأن حياتي وماضيَّ هو سبب ما أنا فيه.. حقيقتاً لا أستبعد ذلك أبداً, وبحثت كثيراً.. ودرست حياتي كثيراً.. إنها ليست حياة.. بل مأساة.. لذلك أكره الحياة.
فدينيَّاً:
ما أنا أتعذب به هو أسألة ليس لها جواب.. لا.. بالطبع لها أجوبة.. لكن لم يكتب الله أن أعرف إجاباتها.. ولا أعلم إن كُتب لي أن أعرف شئ منها وأنا حي, إنها ليست أسئلة تشكيكية.. أو رفضية.. أو إعتراضية.. بل هي منطقية إلى النخاع, مجمل أفكاري أنني لا أريد أن يكون لي حياة في الدنيا.. أو البرزخ.. أو الآخرة.. لأني معقد من الحياة بكل ما فيها ولا أريدها..
كثيراً.. جداً.. جداً طلبت الله أن يخلصني منها بأي طريقة يريدها.. لكنني أعيش.. أي لم يسمح الله أن أنتهي, بكل ما يذهب لك خيالك حاولت الموت.. حاولت الإنتحار أكثر من مرتين.. أفكاري لم يكن يفارقها تلك الرغبة المشؤومة لسنين كثيرة جداً عل تلك الأمنية تتحقق.. دعوت الله بمختلف الأدعية ليخلصني بمشيئته..
يقول الله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.. تحدثت إلى الله كثيراً بأنني صبرت كثيراً.. ولم أمت.. يا الله لا أريد منك أجراً.. ولا حساب.. وفي آية أخرى يقول الله: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}.. يا الله أنا صابر وهذا الأجر الذي أريده منك.. أن تُعيدني "للشئ" الذي لم يكن مذكورا.. لا أريد جنتك يارب إن كانت لي.. وأعتقد بأنني تجرعت في حياتي من كأس المر مالم يتجرعه أحد في حياته.. كل إنسان يعتقد أنه عاش حياة بائسة.. لكنني لا أعتبر حياتي كحياة أي أحد.. لأنني تعمدت في إحدى فترات حياتي أن أستمع لمشاكل الناس وأحلها معهم.. كلها كانت لها حلول.. لكنني لم أقرأ أو أرى أو أسمع شخص عاش معاناتي.. لذلك أكره الحياة.. ولا أطيقها.
سؤال آخر ليس له جواب في آية يقول الله فيها {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.. يقول أحد العلماء بأن الله أرى كل نفس جنته إن حمل أمانته وبناءاً على ذلك وافق الإنسان على حملها.. وبعد أن وافق الإنسان بإختياره محى الله من ذاكرته ما رآه عن الجنة.. ليختبره في تحمل الدنيا.. لكنني لا أتفق مع من قال ذلك برغم أنني أراه أفضل من يتحدث عن الدين, لقد كنت ظلوما جهولا كما قلت يا الله.. فبناءاً على ماذا إعتمدت رأيي إن كنت بالفعل وخُيرت وسُئِلت وأجبت !! بأسمائك كلها يا الله التي عرفها كل خلقك والتي لا يعرفها لماذا خلقتني في هذه الدنيا التي أتعذب فيها مذ أوجدتني.. لا أريدها يا الله ولا أريد جزاءاً لماذا أعيش !؟ مهما كانت جنتك تفوق كل التصورات والتخيلات لا أريدها يا الله.. بكل أسمائك أقسم أنني لا أريدها.. وأنت يا الله لا تلبي طلبي.. أعلم أنه لم يحين الوقت الذي ستجيب فيه على كل الأسئلة التي تخطر على بال البشر.. لكنني لم أعد أريد معرفة الإجابة.. ولا أريد الإنتظار.. خذيني كُلِّي يا رب فأنا أكره الحياة..
وإجتماعياً:
يالها من حياة بائسة أنت أعلم مني بها يا الله, لم أرى أمراً حتى أكذب به على نفسي وأصبِّرها أكثر.. لم أنعم أبداً منذ أن أصبحت واعياً ببشراً.. فتمنيت أنني أولد من رحم عائلتي.. ولم تُصبِّرني بأصدقاء يؤانسون وحشتي.. ونصفي الآخر.. أبشع كأس شربت منه في حياتي.. وعلاوة على ذلك.. كان يتقطع قلبي.. ونصفي الآخر في حياتي أكثر ما إعتصر قلبي حزناً منه.. تزوج أغلب من في عمري.. وأصغر مني.. وأكبر مني.. وأنجبوا أطفالاً.. والمتزوج تزوج بالثانية.. وبعضهم بالثالثة.. وأنا كل مرة أتقطع أكثر.. كأنك خلقتني يا الله لأتعذب.. لماذا يا الله ؟ أنا لا أريد جنتك.. ولا الحور العين.. مهما بلغ عطائك لي يا الله لا أريده ولا أريد شئ منه.. لقد تعبت يا الله.. أعلم بأنك تخفي لي شئاً عظيماً.. لكني لا أريده.. مقابل هذه الحياة لا أريد شيئاً سوى أن تُعيدني للا شئ.. مهما كنت ستهبني لا تهبني شئ مقابل أخذ أمانتك وتنهي حياتي البائسة.. كنت في كل علاقة أمر بها سواءاً مع صديق أو صديقة أحسن الظن بأنك رحمت حالي وبعثت لي طرفاً يقودني إختيارا لأعيد النظر في هذه الدنيا لكن في كل علاقة يسوء وضعي النفسي أكثر.. لذلك حقَّاً أكره الحياة..
السلام أخي جابر,
أعجبني مقالك وقد يقرأ المقال البعض ويقول هذا تفكير غير سليم, ولكن أنا أراه أنه منطقي بحكم تطبعك على وجه الأرض منذ أن ولدت.
– فالانسان هو عبارة عن طبع وتطبع
– طبع بما يولد معه من جينات,
– وتطبع بكل لحظة يمر بها ويكتسب منها خبرات أو عبر أو قصص للذكرى أو للنسيان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المهم, قد تعتقد أنك الوحيد أو ما لديك هو الأسوء, والحقيقة أن مثلك بالضبط الكثير, الكثير وهناك من هو أسوء وأسوء.
أعرف أنهم لا يهمونك لأن طبيعة النفس البشرية هي أن تنظر لحالها أولا, أو لحالها فقط.
المهم أحب أقولك أن أنت وصلت الآن نقطة اللاشيء, مبروك يا صديقي لك ما تمنيت, ولكن ماذا ستفعل بعدها أرجوك أخبرني…
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
– هناك قصة تحكي أن مقبرة بها عدد غير معروف من القبور, بأشخاص من جميع الأعمار من ٠ إلى ١٧٠ ولكن لا أحد يعلم من هم أو كم كان أكبر شخص فيهم, وكل شخص كان لديه حياة بكل تفاصيلها وكمثال كان هناك ثعيل. لديه عدد من الأخوة والأخوات وكان لديه هواية رمي الأحجار على الطيور في بداية حياته. ومع مرور الوقت رافق شخص آخر عبر البحر للتجارة, ووصل بلاد ناس لا يعرف لغتهم, وسجن هناك فترة من الزمان إلى أن مات أهله ونسوه كل من عرفه في بلده الأصلي. كل وجه رآه بعد خروجه من السجن لم يكن يعرفه, ولكن ثعيل لم يحتار ولكن أختار أن لا يسأل لم ظلموه ووضعوه في السجن, وأختار أن يعمل بكل ما بقي من طاقته وأن لا يطلب أي مقابل. حتى اللاشيء لن يطلبه وهو يعلم أنه وصله.
ثعيل يعتقد أنه تعدى الثمانين أو التسعين عاما, ومن منتصف عمره كان يعيش بلا رغبة وبلا مقابل… عدد من مرو به في حياته لا يتجاوز العشرة آلاف شخص, وعدد من ألتقى بهم ونظر في أعينهم لا يتجاوز الألف. كلهم أصبحو في عداد اللاشيء. والأغرب أن حياة ثعيل الطويلة مليئة بتفاصيل يشيب لها الشعر وذكرها يجيب الموت فكيف بعيشها…… ومع ذلك كان هناك قوى خفية تتحكم بالكون كان لها ما أرادت وما أرادت هو ما حصل.
"مجموعة اللاشيء ترحب بك!"
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي صالح..
أولاً أشكرك جدا على تواجدك في هذه البقعة الإلكترونية.. فليتك تعلم كم يُحضِّر روحي أي حركة هنا..
ثانياً.. حقيقتاً لا أعرف ثعيل.. لكن كما ذكرت بأني لا أتهم بأحد, ولا يهمني من أفضل مني ولا من أسوأ.. أخي صالح.. يبدو أن "اللاشئ" التي تتحدث عنها لا شئ ملاقيها كل البشر وسيبقون فيها إلا ما شاءالله..
إن اللا شئ التي أناجي الله وأطلبه إيَّاها مختلفة.. إنها ليست نهاية.. وليست نقطة صفر.. إنها شئ لا يُقال عنه شئ من عدمه وإختفائه.. لم يمر علي في حياتي مخلوق جرب ذلك أو حلم بذلك أو سمع أو شاهد عن ذلك.. لأنه بالأصل لا شئ حقيقي.. إنه شئ ليس له وجود.. فالأرض ولا فالسماء..
على أية حال.. أبشرك أن الله بدأ يسمع نداءاتي.. الحمدلله والشكر لله.. لكن ككل شئ أردته لا يتحقق إلا عندما يمحى من روحي إنتزاعاً.. أخي صالح.. يوم أم وقبل أمس فقط.. بدأت أعيش دون أن يكون فكري مشغولا بذرة شئ.. لسبب ما.. أسأل الله أن يقذف بكل أفكاري التي لا تساوي شئ على منظقة اللا شئ…!!