You are currently viewing رواية شئ% – الفصل الثالث عشر

رواية شئ% – الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر

الحب

 

لقد كان الحب أول أولوياتي منذ أزلي.. لكن بعد سبعة وعشرون عام لم يعد حتى آخر أولوياتي.. لأنني أبحث عنه في مكان خاطئ.. إن أيدلوجية الحب المختلفة حسب ثقافة كل إنسان تسير على نهج معين وليس ذلك حتى قريب من حبي الأعمى, لأن حبي دستوره الفطرة.. وقد إنتهى عهد الفطرة من مئات السنين لكن وللأسف كان لا يزال فؤادي متمسك به.. حيث أن الفطرة حسب إعتقادي هي أساس الإنسان.. فتأتي الثقافات والحضارات تُبنى فوقه إلى أن تخفي ملامح الفطرة فتضمحل إلى أن تتلاشى كل خيوطها, للأسف أعيش في زمان غير زماني حسب ما تشير إليه نتائج إختبارات شخصيتي, إن أول قصة حب عرفها التاريخ هي قصة آدم وحواء.. حيث لم يكن هناك ما يقتبسون منه ردود الأفعال.. فكانت الفطرة سلطان ذلك الزمان.. وبرغم أن محبتي فيها شئ كثير من تلك القصة ممزوج بكل ما قد رأته عيني وسمعته أذني وتحرك له فؤادي اليوم, إن الحب بوجهة نظري لا يختلف عن الدين إلا في الذات التي تنتج الحب.. فلا يستطيع إتقان ذلك الدين إلا من فهم دين الله الإسلام, فإن محبتي تستند تقريباً على نفس المبادئ حيث أن الكذب فيه بكل أشكاله وألوانه لا يجوز قولاً وفعلاً.. والسرقة المحرمَّة شرعاً في دين الله محرمة كذلك في مبادئ محبتي كيفما كانت.. ليس هناك حاجة في رحاب محبتي للسرقة أو الكذب فيمكن للمحبين فقط إطلاق عنان حبهم لإبتكار أي فعل أو ردة فعل هي الأمثل برأي الفاعل حيث أن الأفعال وردود الأفعال لا يُقبل مِنها إلا الأمثل الذي يجرب الفاعل بخباياه إلى أن يشعر أن ذلك الفعل أو ردة الفعل هو وهي الأمثل على الإطلاق.

إن ذلك الحب الحقيقي هو الوحيد القادر بعد الله على الإستمرارية إلى الأبد.. إن الإسلام هو دين الله الذي أنزله على عباده.. ومحمد عليه الصلاة والسلام هو رسول الله الذي بلَّغ وشرح وساعد في فهم دين الله, كذلك هي محبتي لكن أنا ربها ورسولها.. لأن أحداً من البشر لا يمكنه أن يكون منصفاً وعادلاً وعارفاً بما يقوم به الإنسان إلا هو.. فيحاسب نفسه بالطريقة التي يراها سويَّة, لا يمكن لأي شئ أن يسمو بروح الإنسان لسماء عالية إلا بذلك الفعل.. إن ما يعزز ثقة الإنسان لتكون روحه شاخصة هو الحب النقي الخالي من قضاء أي مصلحة شخصية للمحب أو المحبوب.. فعلى البشر أولاً قبل أيُّ حب عليهم محبة الله ثم الرسول.

 

إن محبتي ليس متوقفة على مبادئ محبة آدم وحواء.. إن ذلك الحب نعم يجب الإقتداء بشئ منه لكن الشئ الآخر هو مواكبة العصر.. فبرغم كل المبادئ السامية التي تسمو بالإنسان عليه أن يبقى على إطلَّاع على آخر كل ما هو حديث في جميع المجالات.. لكي يعرف كيف يكون جنونه ومتى يكون هزله وأين يكون إعتداله, إن محبتي ليس لها أيُّ إتجاهات أو أقطاب تحدِّد ذهابها وعودتها فهي متمكِّنة من معرفة كيف وأين ومتى يكون ذلك, لم أرى ذلك الحب إلا من سيّدة واحدة كانت تكبرني لا أعلم بكم سنة.. لكنها متزوجة ولديها طفل الآن.. سألتني مرة كيف أتمنى أن تكون زوجتي.. فأجبتها بإختصار أنني أتمناها مثلك لكن بنفس عمري.. إن أكثر ما لفت إنتباهي في محبتها لحبيبها هو حفاظها على فطرتها كما هي.. فكانت تعرف متى تكون مجنونة ومتى تكون مازحة ومتى تكون رسميَّة في تعاملها.. ذلك ما لفت إنتباهي فيها.

 

ليس هناك حاجة للعودة إلى مرجع لمعرفة كيفيَّة التصرف.. فأيضاً عليك أن تستفتي قلبك عندما لا تعرف كيفيَّة القيام بأمر معين.. الفطرة التي أوجدها الله بين طيات الإنسان كافية للإجابة على كل سؤال قد يخطر على بال الإنسان.. لكي تكون حوارات المحبين قائمة بإتفاق وبتفهم بين الطرفين.

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً