You are currently viewing رواية شئ% – الفصل الثاني عشر

رواية شئ% – الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر

تايسابري

 

إنه علاج جديد بدأت بتجربته.. هكذا نحن المصابين بمرض الـMS.. عبارة عن حقل تجارب يتم تجربة أي علاج تم صنعه حديثاً على أمل أن تكون نتيجته هي الأفضل.. وإستغل هذه النقطة ليس فقد عصابات مافيا الأدوية.. كل من لديه أي علاج يقوم بالإعلان عنه ويذكر في إعلانه أن لديه العلاج الذي يقضي على المرض بشكل نهائي.. لقد رأيت خلال العشر سنوات الماضية علاج نهائي وعلاج ديني نهائي طبي وعلاج نهائي نبوي وعلاج نهائي شعبي وعلاج نهائي طبيعي.. المصيبة في ذلك أن أحداً لا يعلم بأن المرض أكبر خطأ فيه أن تقارن حالتين.. فهذا تركيبة جسده تحتاج "أ" والعلاج "س" كان متفاعل مع جسده بشكل كبير بغض النظر عن وضعه الإجتماعي.. بينما هناك أجساد تركيبت جسدها "ب" ولا ينفع العلاج "س" مع جسده بل ربما يضره لأن تركيبة جسده تخالف ذلك العلاج الذي كانت نتيجته إيجابيَّة مع الحالة الأولى, لكن أحداً لا يستوعب هذه النقطة فيقولون بثقة تامة بأن فلان المصاب بالمرض أخذ كذا وتحسن.. حسناً وما دخلي أنا هذا حالة وأنا حالة أخرى تماماً.

لا أحد يفهم النقطة هذه وما يقتل أن الطبيعيين يلومونني أن قم بالتمارين.. وإذا أجبتهم بأني أقوم بذلك فيقولون بنبرة مِلئُها الثقة "إذا كثف جرعة التمارين".. وهم لا يعلمون شيئاً من ما يحدث في جسدي جِرَّاء الخمس دقائق التي خصصتها يومياً للرياضة !!

 

الطب في هذه البلاد لن أتحدث عنه وعن مجريات الفساد والإتفاقات الدوليّة التي تحدث بين الحكومات.. لأنني كل ما قمت بالحديث عن هذا الجانب تتوقف الكتابة لأي أمر.. ربما قام جهازي بإعادة تشغيل نفسه.. ربما تم إقفال المتصفل للتحديث.. ربما يطرأ أمر يجبرني على الإبتعاد عن الجهاز وأعود أجد كل ما كتبت مغلق أو ممسوح أو لا أعلم ماذا يحدث.. وكأنها رسائل من الله أن أمسك لسانك ولا تتحدث في هذه الأمور, إرضى بما قسمته لك وكفى.. فلن أكتب عن تلك المؤامرات الخبيثة.

 

تطرأ على بالي فكرة كتابة رواية بعنوان "دَوْلَهْ" وأتحدث فيها عن دولة أنشئتها.. لن يتم إنضمام أي فرد فيها إلا بعد إجتياز إختبار المقابلة.. المقابلة التي ستحدد يُسمح للفرد أو لا.. وكنت يأكتب في الرواية الأسئلة التي ستطرح على المتقدم للإضمام للدولة.. إنها دولة ليس فيها أي شخص لديه أفكار لا تتماشا مع دستور الدولة العادل بأدق تفاصيله, لكن دائما بعد رسم أفكار أضيفها لرواية "دَوْلَهْ" أحدث نفسي بأسى أن تلك الدولة ليس لها وجود ولا يمكن القيام بإنشاءها إلا في مكان واحد.. الجَنَّة", حيث كل شئ سيكون ميسر في تلك الدولة.. لكن توقفت عن التفكير فيها.. لأنني أريد الخروج عن عالم خيالي يوماً.. ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد.. أعتقد بأن ذلك المكان موجود في الدنيا شئٌ منه في حال كانت الدولة المذكورة في رواية "دولة" محققه على أرض الواقع.. برغم أن المتطلبات ليس إلا إنسانيات ومنطق وعقل وفكر وأمور إنسانيَّة, على أي حال.. الحمدلله والشكر لله على أيُّ حال.. على كل رزق كيفما كان وأينما كان ووقتما كان.. وعلى كل إبتلاء كيفما كان وأينما كان ووقتما كان.

 

نعم عليَّ فقط الإنتظار كأي عبد من عبيد الله.. يقول الله في كتابه {إِنَّمَا يُوَفَّىَ الصَابِرُوُنَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابْ} ويعلم الله ما الأجر الذي أنتظره منه منذ ولادتي إلى اليوم.. عليَّ فقط الإنتظار ذلك اليوم.. وإلى أن يأتي عليَّ التعوذ من الشيطان بقدر ما أستطيع لأنه عدوُّ الإنسان اللدود.. وعليَّ أن أحمد الله ليل نهار لأنه قال وَإِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيْدَنَّكَمْ وأنا صدقاً بحاجة لشئ من زيادة الله وهو.. إنظر الحديث: روى مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.. وأستغفر الله ليل نهار لكي يغفر لي الله شئٌ من ذنوبي التي لا أعلم ماهي ولم ولن أعلم ذلك إلا عندما يسلمني الله كتابي.

 

 

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً