الفصل الرابع
اليوم الثالث
كان الجهل سلطان أفكاري.. كنت قليل خبرة في المجال الديني, كل إهتمامي أن تصل نسبة الأوكسوجين ونبضات قلبي للصفر.. لم أكن ألوم نفسي على أي شئٍ مضى.. لقد ضربت بكل حياتي عرض الحائط وكل إهتمامي كان أن يقف ذلك الجسد المظلوم.. الذي ليس هو إلَّا ضحيَّة, قبل أن أتناول الجرعة الزائدة كتبت رسالة على جهازي المكتبي موجهة لأهلي عن ظلمهم لي.. وأنهم يعتقدون جهلاً أن أي شخص يلقي اللوم على أهله ما يقوم به هو إسقاط المشاكل عليهم وإتخاذهم شمَّاعة يعلق ويبرر بها عدم نجاحه وأن كل ذلك كذب وما يحدث في حياته ماهي إلا قرارات شخصية هو إختارها بشكل غير مباشر, كنت في الرسالة بعد ذكر كل موقف لا إنساني بنظري أكرر السؤال (ضحيَّة أنا أم لا !؟) وأذكر الموقف التالي وأكرر السؤال.. إلى أن أنهيت رسالة ذكرت فيها كل ما أنهك عاتقي بسببهم وإعتصرني همَّاً وقتلني حُزنناً.
كانت أفكاري لا زالت متمسكة بفكرة إنهاء حياتي.. لم أكون أتفوَّه بذلك لأن أحداً لن يوافقني الرأي مهما كانت قناعتي منطقيَّة بل ولا أعلم ما القرارات التي سيتخذونها تجاهي, حاولت أن أقتل نفسي بالإيحاء.. أكتم تَنَفُسي لتقف تبضات قلبي وأقطع تنفس الأوكسوجين.. فكنت أحاول جاهداً أن أحقق ذلك بمراقبتي للشاشة على جانبي الأيسر.. فأكتم نَفَسي تارة وينهبط الأوكسوجين وتقل نبضات القلب ودون شعوري أتنفس بشكل طبيعي وتعود الأرقام لطبيعتها..
نبضات القلب 112
والأوكسوجين 94
كلما تضائلت الأرقام أشعر بأني أقترب من الهدف…
نبضات القلب 103
نسبة الأوكسوجين 90 مع وميض تحذيري ينطفئ ويعود
عَجَبَاً.. لقد إقتربت من الهدف أكثر.. لن يوقفني شئ…
سأركض ركض الوحوش خلفك يا عَدَمْ لأعود للشئ الذي لم يكن شيئاً مَذْكُورا !!
سأكرر المحاولة إلى أن أصل.. لا أريد من الوجود شئ.. ولا حتى أن يتذكرني..
نبضات القلب 99 أخيراً..
نسبة الأوكسوجين 91
الحمدلله يارب..
يتبع…!!