حُكم الغِناء

 

Music-Logo-Background-Hd-2
 
نعيش اليوم في زمن سهل ممتنع.. لذلك لو تحدثت خاصة في الأمور الدينيَّة عن أي أمر في الحياة الدنيا أو حياة البرزخ أو الآخره علي أن أبيّن أني على أي ملَّة وعلى نهج من أسير وأتبَّبع أيُّ مذهب في أيدلوجيَّة ديني, عزيزي القارئ إن كنت تعتقد بأنَّك فكريَّا لا يُعلى على صحَّة رأيك فحديثي ليس لك أبداً.
 

 

لقد بحثت عن جميع آخر ما قيل في حُكم الغناء.. ولم أجد ما يوازي حديثه حديثي وذلك أمر طبيعي لأنهم رجال دين ويفقهون الدين أكثر مني بمراتب, وما أنا إلا مفكر لديه خواطر دائماً يشترك في إنتاجها عقلي وقلبي ما حييت, ومن العقلاني أكثر أنه لا يمكن مقارنة عبدٌ يحاول إشراك جميع خواطره في معرفة حكم إلهي برجال دين كرسوا حياتهم لتبليغ رسالة الله وإجتهدوا كل الإجتهاد ليصلوا لمعنى صحيح في مسئلة ما.. وكسائر الأحكام في الإسلام هناك إختلاف في التأييد وفي الإعتراض, ولا شك أن رأيي إن ذُكر على أي منبر سيكون له متفق ومخالف.
 

 

أنا مسلم ولله الحمد وقدوتي الأولى في سنة الحياة خاتم النبيين محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم, أرى من زاوية بسيطة أن حُكم الغناء كحكم الشِعر.. فمنه المحرم غير الجائز ومنه لا بأس بشئ منه, الشعر إن لم يأتي بما يخالف الدين ويخرج عن آراء الإسلام فلا بأس به.. وإن خالف وعارض الإسلام فلا يجوز, وعلى ذلك يمكنني القول بأن ليس فقط الحديث الفاحش والآلات الموسيقية غير جائزه ومحرَّمة بل وكل أمر محسوسٌ كان أو مرئي أو مسموع يخرج الإنسان عن إعتداله ووقاره وإلتزامه بالفطرة التي خلقه الله عليها غير جائز إستخدامه بأي شكل من الأشكال, أي أن كل نص وملمس ومنظر ومسمع إن أهاج الغرائز وأخرج الإنسان عن إتزانه وبحضوره تنحرف الجوارح ويُلهي عن مطلوب الله باطل.
وبشكل مباشر لو  تحدثت عن الآلات الموسيقية أقول إن ضُربت بآلية إلكترونية أو بشريَّة وأنتجت صوت طربي يُلهي الإنسان عن أي مطلب إلهي بأي شكل من الأشكال فهي باطلة ولا غبار على ذلك, لذلك الحُكم الذي أرى مكانه بالمرتبة الأولى هو ما يفتيك به قلبك, على سبيل المثال.. الإنسان عند سماعه لأغنية قد لا تأثر عليه وقد تفتح جروح ليس لها دواء سوى تصرفات يُنكر صحتها إنسان الخارج حقل هذه الأغنية وفي حالة أخرى تعزز نفس الأغنية ضمير شخص للإجتهاد أكثر سعياً لمرضاة الله عز وجل, لا يصح إطلاق نفس الحُكُم على كل الحالات.. ولا يحق لأحد إطلاق أي أحكام على تلك الأغنية والشخص الوحيد الذي يحق له ذلك هو المتأثر من تلك الأغنيَّة, وبمعنى آخر الحُكم على نص قصيدة أدبيَّة تتحدث عن جمال الوردة وعبق رائحة البستان ولطافة بيئتها يختلف عن الحُكم على قصيدة أدبيَّة تتحدث عن جمال الأنثى ونعومتها وصوتها العذب ولون شعرها وبشرتها البيضاء ومفاتن جسدها.

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً