حوار بين الله وصديقنا إبراهيم
إبراهيم: يا الله عبادك مُتعبين.. حملوني ما لا طاقة لي به.. عبادك مختلفين وغير مستقرين ومتفقين.. أحزابهم كثيرة.. مذاهبهم جميعهاً الإتفاق الوحيد بينهم أن الإسلام هو الدين الصحيح.. أرجع لمن.. أُفتي من.. أستشير من.. أثق بمن.. أؤمن بماذا.. لا يرحمون عبادك يارب.. عذبهم لا تعذبني.. تخبطت أفكاري بين غسل جسدي من ذنوبي بتعذيبه إلى أن تطلب الدماء أن أرحمه وبين أن رحمتك وسعت ما لا يمكنني إستعابه وأنك رحمن رحيم وكل ما علي الدعاء.. أحكامهم وتفاسيرهم ودلائلهم لا حصر لها وكل متحدث بإسم طائفة ينكر صحة الطائفة الأخرى, هذا يحلل أفعال تحرمها طائفة أخرى وذاك يحرم ما أحله هذا.
فقال الله: هل أنزلت كتابي عليك أم عليهم على العباد أجمعين ؟
إنتهى
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة.. إن ما يحدث للإسلام يحدث لكل أديان العالم.. بالطبع أتحدث عن الطوائف والمذاهب والأحزاب.. مختلفٌ كل إتجاه عن الإتجاهات الأخرى, وذلك لأسباب مختلفة.. منهم الذي يشرح توجُّه ديني لخدمة ذاته بالدرجه الأولى.. ومنهم من يحاول نشر دين أو مذهب لخدمة أمَّه.. وتختلف أسباب كل متحدث عن دين.. وفغالباً يختلف حديث عن حديث متحدث آخر, أتذكر مرة سألت أحد العمالة من دولة أخرى.. أن ما هو الدين الرأيسي في بلدك ؟ ثم سألته وقلت له في البداية كم دين في بلدك ؟ فقال آلاف.
إن معادلة إما التجديد أو الفساد سائرة على كل شئ في الحياة الدنيا, لك أن تجرب ذلك مع أي عنصر طبيعي.. جرب أن تجدده وأن تهمله ولاحظ الفرق في الحالتين, على سبيل المثال.. الشجرة لو كنت تسقيها كل يوم وتعرضها لأشعة الشمس وكل ما هي بحاجة إليه ستجدها تبقى على قيد الحياة مادمت في رعايتها.. وجرب أن تهملها ولا تهتم بها ستجدها شيئا فشيئا تبدأ بالذبول وستتصاقط الأوراق ويصل هلاكها إلى الجذع الذي أخرج أول الغصن, جرب أن تقطف أي ثمرة وضعها في مكان لا تتوفر فيه إحتياجاتها الطبيعية ستجدها تبدأ بالخراب شيئاً فشئ, حتى الإنسان.. إن لم تتوفر له الإحتياجات الطبيعية سينتهي بسرعة.. عليك إطعامه.. سقيه.. تحريكه لتستمر الدورة الدموية في القيام بوظائفها ولكي يبقى الجسد نشيطاً عليك توفير إحتياجات طبيعية كالماء والطعام وغيرها إلى ما هنالك من إحتياجات الإنسان.
ومن هذا المنطلق فالله أخبرنا أن علينا سلوك أي دستور وإتباع من.. ونحن نؤمن بالله ونتبع رسوله لأن منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام وكل يوم تظهر علامة تؤكد أن ما نحن متوجهون عليه هو الطريق الصحيح الذي علينا سلوكه والإلتزام بقوانينه وأحكامه وشروطه وآدابه ونظامه.. فكيف أن أتبع طريقاً آخر.
الحمد لله والشكر لله, رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.