التصلُّب المتعدد

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالتي سأكتبها بشكل آخر, سأكتب نصيحتي "من الآخر" ثم تليها الرسالة مجزئة إلى ست أجزاء.

من الآخر:

أنصح بمشاهدة محاضرة بعنوان "ماذا بعد القسطرة ؟" للدكتور سام قباني.. وهي موجوده على اليوتيوب ومقسمة على 14 مقطع كل مقطع 10 دقائق, وجدت فيها أسرار طبية لأمراض مزمنة كثيرة ودرس ديني لألي الألباب وفيها من الفكاهة شئ ظريف ودرس إقتصادي رهيب.

الجزء الأول:

قبل 200 عام في الدول الاسكندنافيه الواقعه على شمال أوروبا ظهر مرض تكررت أعراضه على عدة حالات, وعرف المرض بـMS والذي يرمز لكلمة "Multiple Sclerosis" أي التصلب المتعدد, ظلت أسباب المرض مجهولة طبيا لأنه مرض مزمن متعدد الأعراض في جسد الإنسان كما كانت حالات المرض قليله جدا ومعدودة.

الجزء الثاني:

في عام 1991 إنتهت حرب والتي أطلق عليها "حرب الخليج" التي كان صدام حسين يريد إحتلال الكويت فيها, وبالفعل دخل بجيوشه ودباباته الحربية داخل الكويت وإلى العاصمة.. وبالتعاون الإنساني مع بعض دول العالم العربي والغربي.. رفض جميع الرؤساء هذا الإقتحام البشع وأوقفوه بعد أن تمرد وأعلن الحرب جهرا وأطلق الكثير من المتفجرات, لقد حاول رؤساء الدول العربية التفاوض مع صدام على أن يعود لبلادة ويكمل ما تبقى من حياته حاكم للعراق, لكنه لم يستجيب وبعد التأكد أن هناك رفض لما يقوم به فر بجيوشه من الكويت واستقر الدول.

لقد خان العرب صدام وحاول أن يُبقى أوراقه مخفية ويتلاعب بها.. فعرض على أمريكا أن يقفوا بجانبه في هذه المحنه مقابل أنه سيعمل كعميل لهم ويضمن تمديدات النفط, لكن خانه ظنه الخبيث وإنقلب السحر على الساحر.. وكانت احدى الدول التي ساهمت وبالدرجة الالى على قلب السحر السعودية.

الجزء الثالث:

في عام 2000م بدأت تتزايد بصورة ملحوظة يوما بعد يوم حالات المرض الذي كان قد ظهر في الدول الاسكندنافيه لكن هذه المره في شعوب الدول التي شاركت في حرب الخليج, وبدأ نخبة من الاطباء بتبني هذا المرض الحديث الذي تتكررت حالاته بإستمرار لإكتشاف أسراره طبيا, وبدأت تقام جمعيات لمرضى الإم إس لمحاصرة المرض ودراسته تحديد أسبابه وأعراضه لقهره ممارسة الحياة بشكل طبيعي.

الجزء الرابع:

إستقر الطب وشخص المرض على أنه إلتهاب عصبي متعدد يصيب الجهاز العصبي المركزي ويتطور بأشكال مختلفه.. فمعظم مرضى التصلب العصبي المتعدد يتراوح أعمارهم بين خمسة وعشرين وخمسة وأربعون سنة وفي الفترة الأخيرة أصبح تشخيص المرض للمرضى أقل من 5 سنوات وأكثر من 45 سنة ممكنا لكنه نادر, المرض يكون في المخ وعلاقة المرض بالجسد كعلاقة الكمبيوتر بالعالم الخارجي.

الجهاز العصبي يحتوي على أعصاب هذه الأعصاب تساعدنا على تلقي أشكال مختلفه من الاشارات مثل الشم – الحس – الكلام وترسل للخارج بطريقه إرادية مثل الكلام وبطريقة لاإرادية مثل حركة رمش العين, الأعصاب عادة ما تكون معزولة وملفوفة بمادة تسمى المايلين (Myelin Sheath) وفي حالة المرض تصاب هذه المادة بإلتهاب وهذا يعني أن العصب لا يستطيع أن ينقل أي إشارة بطريقة سليمة وصحيحة وهذا عضال المرض.. يصيب النساء أكثر من الرجال.. مجهول الاسباب.. من الصعب التنبؤ بمراحل تطور المرض ويختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر.

العلاجات:

1- الكورتيزون: جرعة لمدة 5-3 أيام للإنتكاسة (تطور المرض).

2-  الإنترفيرون ومشتقاته ثلاث جرعات أسبوعيا.

وما هذه العلاجات إلا مسكنات لتطور الحالة المصابة بالمرض وليس علاج تام, غير أنها علاجات تحتاج لعلاجات أخرى تُذهب أعراضها الجانبية.

الجزء الخامس:

إنفجرت قنبلة طبية في الآونة الأخيره وهي طبيب إيطالي إسمه باولو زامبوني الذي فسر سبب المرض على أنه ضيق في الأوردة, وقام بتطبيق عملية توسيع الأوردة (القسطرة) لحالة والتي كانت زوجته المصابة ونجحت العملية مما أدى إلى إثارة الجدل الطبي حول هذا الموضوع, لكن سرعان ما إنقسم المتخصصين إلى معارضين ومؤيدين, فالمؤيدين سبب تأييدهم تفسير الطبيب المنطقي لما توصل له زامبوني.. وقد أعلن عنها بشكل رسمي وسبب ذلك ضجة إعلامية كبيرة بادر بعدها الأطباء إلى الإطلاع على تفاصيل الموضوع.. وتعلم أحدهم على يد الطبيب الإيطالي باولو زامبوني كيفية إجراء عملية القسطرة والجدير بالذكر أن المعلم حذر التلميذ من أخطر ما يمكن أن يخطئ فيه أثناء القيام بالعملية, هنا أتى دور المعارضين حينما أخطئ أول طبيب تعلم العملية وبرغم أن الطبيب المتعلم صرح بأنه قد أحدث الخطأ الذي حذر منه الايطالي باولو زامبوني إلا أنه تم إيقاف العملية إلى حين حسم الأمور, بينما في الكويت لُقبّ المرض بـ"متلازمة حرب الخليج" نتاج ربط خيوط القضية الذي أظهر أن المرض بدأت تتزايد حالاته منذ إنتهت حرب الخليج والتي أستخدمت فيها مادة اليورانيوم الكيماوية التي وُجد نسبة منها في الحالات المصابة بالمرض.. والتي كان صدام يقوم بتخصيبها لأسلحة الدمار الشامل والتي أيضاً كانت في الأسلحة التي إستخدمها الجنود الأمريكان, وبأن المناطق الإسكندنافية التي ظهر فيها المرض كان سببها إما لشدة بردها أو لأنها مناطق يتم فيها تجربة الأسلحة والمواد الكيمائية التي تستخدم في الحرب.

وفي ظل هذه الإختلافات التي لا تزال قائمة حول هذا المرض ثار المرضى وأخذ الكثير منهم يحلل ويفسر المرض حسب حالته والمشكلة الأكبر أن بعضهم راح يسرد علاجات ناسبت حالته ويصرح بأنه علاج مناسب لجميع المرضى ويعمم العلاج.. وبما أنه مصاب أو مصاب سابق فيأخذ بحديثه المصابون بإعتقداهم أنه صادق !! وهو كذلك لكن على تركيبة جسده التي خلقه الله بها.

الجزء السادس والأخير:

مرضى الإم إس لا يزالون بين أكثر من نارين, حيث يظهر كل يوم شخص يزعم بأن لديه علاج للمرض.. إن أصبت فذلك من توفيق الله.. وإن أخطأت فذلك مني وأعتذر منكم…!!