ذوي الإحتياجات الخاصة

 

أخشى أن أكتب مقدمة تعكس صورة خاطئة عني وتترك إنطباع سلبي, بإختصار هذه إحتياجاتي الشخصية…

 

1- لا تثق بحديثي:

لأني تحت تأثير العلاجات التي أتلقاها أغلب الوقت…

 

2- لا تحاول معرفة هل أتكلم بوعي أم لا:

من الطبيعي جداً أن أكون بوعيي أو على غيره, فالمرض المُبتلى به يعرضني لجميع الأوضاع في أي لحظة..

 

3- ربما في لحظة يتغير أسلوبي في الكلام:

كأن لا أنطق حرف الـ"راء" بالطريقة الصحيحة, ذلك لا يعني أنني أحاول أن أتغنج بل هذه أحد أعراض المرض (التلعثم وثقل اللسان والبطئ في النطق)..

 

4- قد تلاحظ تقلبات مزاجي في الدقيقة لأكثر من وجه:

أحيانا في دقيقة تجدني أريد تحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل.. وفي نفس الدقيقة تجدني أركض خلف الموت ركض الوحوش, أرجوك تفهم حالتي النفسية المتقلبة نتاج الأعراض الجانبية للعلاجات..

 

5- قد تعتريني نوبة ضحك فأحك كمتعاطي للحشيش وقد تعتريني نوبة حزن فلا أطيق أن ألتفت إليك:

حينها حاول أولاً: أن تجس حرارتي وحاول وزنها.. ثانياً: حاول أن لا تشعرني بفقدان السيطرة وتصرف معي بشكل طبيعي !!

 

6- إذا رأيتني أبحث بجنون عن مخرج فلا تستغرب بل حاول أن تساعدني للخروج من الموقف والذهاب حيث أشاء:

هكذا أحياناً أكون لأنني بقيت في مكان لست مرتاح فيه أكثر من ستة عشر دقيقة..

 

7- ربما تأتي لحظة لا أتقبل فيها أي شئ.. حتى من يجلس معي.. فقط تواضع وإبتعد عني:

ربما الشئ الوحيد بنسبة بسيطة يكون تحت سيطرتي أغلب الوقت هو سيطرتي على أفكاري الهادئة…

 

8- ساعدني بقدر ما تستطيع.. لأني لن أطلب المساعده مع العلم أني أحتاجها في لحظة:

"من شاور ما عطى".. مثل على لسان أفكاري في أغلب المواقف.. حاول التصرف على عكس: من عطى ما شاور…

 

9- أبسط مساعده ستشعرني بالراحة.. فلا تتهاون وساعدني في إخراج علاجاتي من علبتها:

هل تعلم بأن أحد يدفعي بالكرسي المتحرك هو جهد بالنسبة لي !؟ أتمنى أن تحاول مساعدتي في كل شئ دون السؤال ما إن كنت محتاج أم لا..

 

10- عنما تسير بي وأنا على مقعد متحرك فلا تسرع أبدا لأن ذلك يشعرني بدوخه وغثيان.. كل ما سرت ببطئ أحافظ على إستقراري أكثر:

في جميع المراكب.. الكرسي المتحرك أو السيارة أو غيرها..

 

11- عندما تسير بي وأنا على مقعد متحرك إياك أن ترى عتبه وتتخطاها بسرعة حتى عندما تدخلني للمصعد فحاول أن تكون ذكيا وتدخلني وظهري لوجه الباب:

جسدي لو نفخت عليه نفخة بسيطه سيقشعر.. وذلك يخل توازني الجسدي فحاول أن لا يكون هدفك فقط أن تتخطى الطريق..

 

12- لا تثقل علي في أي طلب.. إن أردت كان بها وإن رفضت فلا تفكر بأن تكرر طلبك:

ربما يسير هذا أيضا على أي شخص طبيعي كان أو ناقص.. لكن ككل شئ بالنسبة لي يكون بأضعاف الشخص الطبيعي..

 

13- إذا حدثتني ولم أجيب عليك فتريث.. أنا أفكر في الجواب فإستيعابي له إحتياجاته:

لا تتسرع في الحكم علي.. لأن حكمك سيكون ظالم إذا ما تفهمت وضعي الصحي القاهر..

 

14- لا تعرضني لأجواء مختلفه بشكل متصل وتذكر أني لن أطلب المساعده مع العلم بأني بحاججة لها:

كأن تدخلني في طقس حار ثم بار.. لأن ذلك يضافع كل ما سبق..

 

15- لا تبتاع لي هدية لأنها لم تعد تعنيني مطلقاً:

لا تعنيني الهدايا بقدر ما كانت تعنيني قبل أن أمرض…

 

16- لا تفاجئني بأمر.. كلما أبلغتني في وقت مبكر أكثر كلما إستطعت تدارك أمري:

لست كالشخص الطبيعي أستطيع إحسان التصرف في المواقف, إذا لم أكن أعلم بما سيحدث ربما لن تعجبك ردة فعلي..

 

17- إذا رأيتني غير متقبل لكل شئ فإعلم بأنني لن أحاول التأقلم بل سأحاول جاهدا أن أبتعد في أول فرصة:

ليت أن جميع الناس تستطيع مراعاة إحتياجاتي.. أو أهلي على الأقل !!

 

18- لا تفرض علي أي أمر سواءاً كنت من ولات أمري أو غيرهم لأني حينها سأفقد السيطرة وقد أتسبب في أذية نفسي:

لقد عشت قرابة العشرون عاماً حر.. ولا أستطيع بعدها أن أرضى بأي أمر كان يسيرني كما يريد..

 

19- قبل أن تساعدني إسألني كيف تقوم بذلك:

بعض أنواع المساعدة في نواياها كل خير لي.. لكنها تعود علي بأنها شر لابد منه !!

 

20- إذا لم تجدني مبتسما فلا تحاول إضحاكي لو سمحت:

كسائر القوانين لكنها بأضعاف المرات.. فإذا لم تجد في ملامحي هوى للإبتسام فتصنعي للضحكة سيعرضني لأن لا أراك مجدداً..

 

21- لا تأخذ مني أي وعد مهما كنت صادقا فيه:

ليس في جسدي شئ مستقر.. فلا تتحرى الصدق بين حروفي..

 

22- إذا رأيتني صامتها لا أريد الكلام فلا تحاول أن تجعلني أتكلم:

وذلك لأني أرى حديثي في تلك اللحظة لن يضيف شئ ولان يأخذ شئ.. فأولى أن أظل صامتاً.

 

23- إذا رأيتني أتصرف كالأبله حاول مداراتي وتوضيح ذلك بهدوء تام لا تنفعل:

إندفاعك على أي شئ مني سيعرضي للإنسحاب.. حتى لو لم تكن معركة…

 

24- قد تجد رأيي يتبدل في الدقيقة لعشرة آراء, دعني أبدي رأي وأنهي حديثي ولا تقاطعني فجأة:

هكذا هو حال التصلب المتعدد.. كل شئ فيه متعدد وليس فقط تصلب الأعضاء..

 

25- قد لا أجيب على أغلب الإتصالات:

وأعتقد أن السبب واضح لك الآن.. لكني أحب الرسائل مدفوعة الثمن جدا وأكون متفاعل معك عليها وذلك لأن بها تكون مساحة كل شئ على نطاق أكبر ولست مضطراً لأن أتخذ قرارات لحظية..

 

هذه تقريبا إحتياجاتي الخاصة.. خاصة ليس لأنني شخصية متميزه.. بل لأني من ذوي الإحتياجات الخاصة, إحتياجات معوقين أي ناقصين, كما أود الإشارة أن كل ذلك يعتريني على مدار السنة بأكملها.. فليس هناك وقت محدد أحتاج معاملة خاصة, نعم إبتلاني الله بهذا الداء وإبتلاني وإبتلى من حولي بي, أنا على هذا المنوال على مدار السنة تحت تأثير العلاجات.