الزواج

 

29836_31307397257
 
 
كان.. الزواج حلمي منذ الصِغر كنت كثير جداً أحلم به وأسعى له وأطمح إليه, لكن اليوم لم يعد كذلك أبداً.. فلا أريده ولا أتمناه ولا أبحث عنه, وذلك لعدة أسباب.. أولها أن كلمة "مشاعر" و"إحساس" فقدتها.. فليس بين جوارحي تلك الحاسة التي كانت في أساس كل الحواس.. حقاً كنت أتمنى الإرتباط تحت مبدأ سنَّة الله ورسوله عندما كان لدي إحتياج.. لكن وقائع حياتي أمسكت بيدي ودفعتني للنخاع.. فالآن لست أنا أنا السابق.. برغم أن الفكر لا زال يؤمن بحاجتي للزواج وبنسبة لا يستهان بها, لكن لماذا أتزوج وأنا ليس في جعبتي أهم عنصر يتطلب الزواج وجوده !؟ الإحساس.. فالآن لا أملك تلك النزعة التي تصبح التضحية أمامها رغبة وليس لتعبها إلا راحة.. لست أملك ذلك الشعور الذي يجعلني أشرب القهوة بلا سكر لأن مشاعري منثور السكر في كل زواياها.. للأسف.. أكره نفسي.. ولا أتمنى ولا أريد ولم أعد أحتاج لذلك الوجود الذي هو جزء لا يتجزأ من البقاء.
 
أمي أمٌّ عطاءاً غير محدود وأحمد الله أنها أمي.. لكن لم أجد ذلك العطاء إلا بعد أن مت.. تماما كأنك تعطي شخص في قبره وتحضر له آلاف العطايا.. هل سيشعر بشئ ؟ ذلك تماماً هو شعوري الآن.. فلم يعد يعنيني أيُّ شي في الدنيا, لو جئتني يوم وقدمت لي كرة أرضية أقسم لك بأن شئ لن يتغير في حياتي تماما كأنك قد قدمت لي ريال واحد !! لا أتكلم عن أني لن أِشكرك أو أحترمك أو شئ من هذا القبيل.. لا.. أنا أتحدث عن الفرق الذي ستحدثه لي تلك الهديَّة مهما كانت, أنا إنسان.. أو بمعنى أصح جسد بلا روح.. غبيٌ أكون لو وافقت على زواج, حتى لو ساق لي زوجة لم أسكت وسأخبرها بأنها ستتزوج شخص ميت.. ربما سأشتري لها وسأقدم لها هدايا وأغرقها بما لم تحلم به ماديَّا, لكن والله لم يغير ذلك مني شئ.. كياني سيبقى كياني, كنت سابقاً متفائل بأن الله سيبعث زوجة لي من حيث لا أعلم أما الآن فأنا لا أريد.
 
إن الإعتناء بي أمرٌ ليس هو إلا مشقَّة وعناء وتعب.. أرى ذلك في كل ملامح أمي التي كل يوم تبذل قصار جهدها لكي أبتسم أو أرضى أو لا أعلم لماذا ولا أحتاجه ولا أريده ولا يهمني.. شكرا أمي لكني آسف على موتي الذي لم يكن لي يد فيه.. سامحني يارب لو كان ذلك عقوقاً.. لكني حقاً لا أكترث لعطاء أي أحد وأنت أعلم مني بذلك, إن التي سترضى بي زوجاً تكون جنت على نفسها بذلك القرار.. لأنها ما تزوجت إلا جثَّة, نعم أنا جثَّة تسير على الأرض.. وليس جسدي حي إلا لأن الله يريد ذلك.

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً