في الدنيا وعلى كوكب الأرض… ليس هناك أي أيدلوجية صدقت في ذكرها لتحقيق "السعادة", لأن المعنى المنشود بكلمة سعادة من الأساس غير موجود أي ذكره خاطئ.. لو كانت السعادة عنصر موجود فالدنيا لما رغبنا بالجنة التي خصصها الله للبشر, إن أتينا للمعنى الديني لهذه الكلمة فأكبر دليل على أنها خرافة وأسطورة أخذت فكر البشر سهواً بأنها حقيقة ليتغلبوا على أرقهم ومكابدهم أنها لم تُذكر في الكتاب المقدس ولو لمرة واحدة ولم تذكر ولو لمرة واحدة في سيرة الأنبياء والصحابة إبتداءاً بآدم وإلى آخر رسول محمد عليه الصلاة والسلام, ولو كان هذا العنصر حقيقة لكان أولى ذكره في الكتاب المقدس أو سير الأولين.. حتى وصفها لو سألت خبير عنها سيقول لك راحة.. فهي راحة لا أكثر,.. ولكن أسموها سعادة ليكملوا حياتهم بقناعة كاذبة بأن هذه الكلمة محققة في حياتهم وفي الواقع هي كذبة أسموها بهذا المصطلح لأن حياتهم تعمها الإبتلاءات التي لم ولن تنتهي إلا بنهاية العالم.
هناك فرق بين "سعادة" و"راحة", السعادة لا يمكن تحقيقها أبداً وأوضح في هذه التدوينة معنى كلاهما, السعادة هي شعور لا يمكن الوصول إليه في الدنيا وهي تعني الرغبة في الإستمرارية.. وليس فيها ذرة سقم وقلق واحتياج بأي شكل من الأشكال ومضمونه يحفه الرضا التام من جميع الجوانب, بينما الراحة يمكن الوصول لمنتهاها في الدنيا وهي الصفاء المطلق للذهن نتاج الإلتزام بضوابط معينة, السعادة في الدنيا لا يمكن الوصول إلا لرؤية سرابها وسيكون ذلك عن طريق ممارسات غير شرعية يعتقد مقترفها بأنه بها يريد البقاء للأبد وفور إنتهاء مفعول هذه الممارسات لاشك بأن الإنسان سيضيق الوجود به شيئاً فشيئا.