أملُ إنسانٌ يحيَ بموت…!!
قالت النار: انا "الخيالُ" الذي تحيا به وسنينُك تشهد…!!
فقلت: لم يبقى منكِ سوى حُروفٌ أكتبها وستنطفي شُعلتك..
~
فقالت الماء: أنا "المعنى" الذي تعيشُ به.. والأخريات معانٍ فانيه…!!
فقلت: لم أعد بحاجه لكِ.. أفقدني الواقع أمل البقاء..
~
فقالت وردةٌ حمراء ناضجة: أنا "الحُبُّ" الذي وُلِدتَ به وأنا سر العطاء…!!
قلت لها: سري الوحيد شوقي للتراب الذي وُجِدنا منه..
~
فقال الطين: كيف تعودُ إليَّ وصانِعُنا والله وعدك بمكانٍ لك فيه كل ما تشتهي…!!
فقلت لها: ما دامت فيه الحياة فلا أريدُهُ..
~
وقالت الجنَّةُ: أبعد ما تجلَّت لك حقيقتي تطمعُ فِي غَيْري !؟
فقلت: فوعدني الله وقال: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْد اللَّه حَقّ}.. الأمرُ كالواقع الذي تجرَّد مِن ظُنُونِي..
~
قال العادل في حُكمِهِ: {إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابْ}…
فقلت: ربِّي لا أسألك أجراً إلاَّ أن تُعيدنِيْ إلى ما خلقتني منه.. وصَمَتُّ ولا أزال لذلك الحق…!!