وجود الشئ يعني إستخدامه.
هذه الحكمه دائما أذكِّر نفسي بها عندما أتردد في إمتلاك شئ, كل شئ بمعنى الكلمة لأن المثل ينطبق على كل شي.. أبسط ما يمكن أن أوضح به الأمر الطعام.. فلو إشتريت اليوم لكنك لست بجائع وقررت أن تأجل تناوله.. لو بقي الطعام أسبوع ستأكله عندما تجوع, قد يتبادر إلى ذهنك بأن الطعام من أساسيات الحياة ولا بد منه ولا يمكن الإستغناء عنه.. سأقول لك بأني فقط أضرب مثال, لكن تعال لأي أمر آخر إشتريته.. أي أمر.. فليكن على سبيل المثال هاتف محمول برغم إمتلاكك لأكثر من هاتف محمول.. سيأتي يوم تستخدم فيه الهاتف الجديد رغماً عنك.. وسيكون ذلك لأحد أمرين.. الأول فهو الحاجه.. أما الثاني فهي المعنى الذي أقصده وستستخدم الهاتف من أجله, إنها نفسك التي ستراودك بإستخدامه حتى ولو لم تكن بحاجه له لكن نفسك أقنعتها الشهوة بأن لا حرج في إستخدام الشئ.
.
أحياناً لا تكون خبرة غيرك مقنعة بنسبة مطلقة.. لذلك إن لم تقتنع بكلامي فلتجرب أن تطبق الأمر على أي شي, حتى وإن لم تكن تريده.. أيقن لك بأن يوماً ستستخدمه.. سواءاً كنت لا تحتاجه أو لا تشتهيه.. حتماً ستجد المثل مُحقَّق, أقول هذا المثل لكي تُبقي أفكارك مراقبة لكل ما تملك.. إستخدامك للشئ ربما يكون فيه خير أو شر.. أنت من يتحكم بتوجيه هذا الحكم, ما تحتاجه لمتابعة القيام بالخير إحتفظ به.. وما تملكه لفعل الشر تخلص منه ولا تبقيه أبداً في حياتك.
.
لو كنت مدخن مثلا.. وأردت أن تقلع عن التخدين.. بل وقمت بالفعل بإيقاف التدخين.. أن يكون لديك سجائر هذه بحد ذاتها خيانة لضميرك.. لأنك حتماً ستشعلها عند مرورك بموقف لا تروقك نتيجته, كون أي شئ موجود وملكك لن تتردد أبداً في إستخدامه.. قد لا تستخدمه اليوم.. أو غداً.. أو حتى هذه السنه.. لكن سيأتي يوم تسيطر فيه شهوتك عليك ولا يكون لخروجك سبيل إلا الحل الوحيد المتوفر أمامك.. والذي هو أن تستخدم الشئ.
كل شيء تعتقد أنه ملكك هو في الحقيقة موجود عندك فقط.
– فيجب أن تحسن إستخدام ما لديك وما تحتاجه في المكان والزمان المناسب.
– والمضر أو الزائد أنت في غنى عنه, فأتلف الأول وأعط الثاني لمن يحتاج له.
“أتلف الأول”…!!