شبه أسود…!!

ولـرب نازلة يضيق لــهــا الفتى ….. ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ….. فرجت وكنت أظنها لا تفرج

 

بعدما دارت بي الأيام.. وألبستي ثوت المعاناة فقط دون غيرها.. وبعد أن جرت أحداث حياتي وقادتني لأن أستسلم للحياة وأختار الإحتراق.. وإختنقت من كل ما حولي.. وخرجت عن السباق.. ولم أعد محسوب ضمن المتسابقين ولا المنافسين.. إخترت أن أنضم ضمن المذكورين في قصيدة سعد علوش الذين قال فيهم:

 

مبطي وأنا معهم نخطط على الموت

والله جــابــك وإنتي أحــلــى وسيلة

 

يقصد الشاعر بأحلى وسيلة حبيبته, أخطط للموت.. لأن أملاً كبيراً فيني قُتل.. فلم أعد أنا أنا.. كنت شاعرا.. أديبا.. ناقدا.. كان من يعرفني يناديني بأستاذ إحتراما وتقديرا لخبرتي.. كنت عازفا.. رساما.. مفكرا حتى أني كنت المستشار لبعض أصدقائي.. حتى في الدين كانت لي آراء ووجهات نظر منطقية أكثر من شيوخ الدولة.. كنت متذوقا في جميع مجالات الحياة.. لكن كل ذلك تلاشى وإضمحل كدخان السيجارة في الهواء الطلق !! أصبت في نهاية عام 2006 بمرض عضال.. سلب مني كل تلك الصفات.. وأصبح حتى تخطيطي للموت ناقصاً.. 

 

الآن.. كل الشموع إنطفأت.. وكل الأبواب غُلّقت.. وإستيقظت من كل الأحلام دون أن يتحقق واحداً منها.. وأصبح لكل الأمور في حياتي نفس المذاق الذي لا طعم له.. حتى العطور أصبحت كلها بلا رائحة.. والآلات الموسيقية جميعها أصبحت مزعجة.. وجميع الألوان أصبح لونها واحد.. "شبه أسود".

 

اليوم: الجمعة

28 / 11 / 2014 م

6 / 2 / 1436 هـ

الساعة: 11:00:00

 

لا أعلم من أين جاء هذا البصيص من الأمل.. أو بعبارة أدق لماذا جاء !! كل ما أعرفه عنه أني منذ أن كنت في السابعة عشر من عمري كان ميلاد ذلك الأمل.. لم يتخلى عني يوما.. وذاته موجود في كل نقطة ضعف في ذاتي.. هو الذي يحارب مشاعري القاتلة حين أختار الموت.. وحين أختار أن أستنشق آخر أنفاس عمري هو الذي يغتصب عمري ويعيد الحياة لها !!

 

وهو الآن من يكتب بأني سأبقى أحارب كل تلك القوى اليائسة.. وعندما يسألني أحد كل حالُك ؟ سأجيب بـ"مستورة ولله الحمد", وبقدر ما أستطيغ سأحاول إعادة تأهيل تلك الشخصية لتستعيد كل ما بعثر الزمان منها.. وسأحاول تجاهل كل الظلم الذي واجهها وأمضي في الحياة بأهداف جديدة تلخصها عبارات:

# التقرب من الله.

# الإهتمام بصحتي.

# البعد عن الحزن.

# القيام بكل ما أحب وتسمح صحتي لي بالقيام به.

 

أعتقد أن ما يجعل لون حياتي في الوقت الراهن ( شبه ) أسود.. هو دخول اللون الأبيض عليها.

إدعوا لي بالتوفيق والشفاء العاجل..

 

 

محبكم..

جابر منشئ…

 

 

 

 

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

This Post Has 2 Comments

  1. عوكل لوجي

    أعتقد أنك الوحيد الذي يمكنه أن يكتب خاطرة شبه أبيض!
    – قوس قزح.
    – لون الشمس.
    – كلها تقارن بالأبيض.

  2. Jaber Munshi

    كل من يشاركني ما أكتب في مدونتي يقع على جميع جوارحي كالإبر الصينية..

    لا شك بأن لحديثك تأثير يوحي بالكثير.. حتى وإن إختلفت وجهات النظر وفهمت كلماتك على نحو غير مقصدها تبقى الكلمات لها وحي ليس كمثله شئ…!!

    شكرا..
    🙂

اترك تعليقاً