إنتهى شهر رمضان.. الشهر الفضيل.. الكريم.. الذي تضمحل فيه ذنوب المسلمين..
أعلن التلفاز عن أن غدا أول أيام العيد..
طرقت أمي باب غرفتي..
فتحت الباب.. وإذا بأمي وأختي..
سلمت عليهم..
خرجوا وذهبوا إلى منزل جدي..
إتصل والدي للمرة الثانية.. أجبت ودار بيننا حوار حول العيد وبأن إخوتي إتصلوا عليه ليباركوا له دخول العيد وكأنه يقول بطريقة غير مباشرة أخوانك أفضل منك.. لم أهتم أبدا.. أخذت تفاصيل خطة كيف سنقضي أول يوم..
قال لي في المكالمة بأنه سيخرج الآن مع أخواني.. وسألني ما رأيك بأن نأخذك ونخرج سويا كلنا.. أجبته بأنني أشعر بالتعب ولا أستطيع مصاحبتهم الليلة.. سألني لماذا !؟ فأجبته بأنني كنت أنتظر من الصباح موعدي عند الطبيب بعد صلاة العصر.. وذهبت له وقدم لي إجازة من العلاج لمدة ثلاثة أيام..
ودعت أبي.. وأغلقنا الخط..
دخلت بعد المكالمة في حالة جداً صعبة…!!
حالة إكتئاب شديد..
ومزيج من التنازل عن جميع حقوقي في الدنيا والآخرة ورغبة بالإنتحار…!!
حاولت أن لا أبدأ البكاء..
لكن فشلت في تحقيق ذلك.. وبدأت دموعي تنهمر على خدي..
بدأت تأخذني الأفكار لحقل لا يوجد فيه إلا الجانب السئ من حياتي..
وإنجرفت الأفكار وكانت كل فكرة تأخذ فكرة إلى مكان أعمق..
عن عدم وجود إنسانة تشاركني هذه الحياة.. ونستطيع سويا تجاوز هذه اللحظات القاتلة..
عن عدم إنتمائي لأسرة مترابطة وإجتماعية وسوية..
عن عدم توفر أم وأب كما تمنيت عندما كنت صغيرا.. وإخوة تمنيت أن تكون علاقتي بهم أفضل…
عن عدم تجاوب العالم ومشيئة الرب لرغبتي في أن أكون أملك أموال طائلة لأعيش حياة أكرم من حياتي..
عن أمور كثيرة كنت أتمنى أن أمتلكها.. وبرغم بساطة توفيرها لي كإنسان لم تتوفر أبدا..
بدأ بكائي يشتد..
بدأت أرحل عن الدنيا أكثر…!!
بدأت أبكي بحرقة أكثر..
وبدأت أفقد رغبتي في أي شئ.. حتى وإن كان كل ما تمنيت في حياتي سيأتي الآن.. لا أريده..
ثم سألت نفسي سؤال.. لماذا أنا حي !؟
لماذا لا أنتحر وأرتاح من هذه الحياة التي لا أعرف ما الكلمة التي تصفها بحق..
وضعي جدا صعب.. لا يوصف..
في غضبي.. وحرقتي.. وزعلي.. وفكري.. تناقض فظيع كما هو الحال في حياتي…!!
إن أتيت للنعم التي أنعم الله علي بها.. فهي لا تعد ولا تحصى.. والعطايا والهبات التي وهبني إياها كثيرة جدا..
والرغبات التي لم يسمح بتحقيقها لي أكثر بكثير جدا.. الحالة النفسية التي كتبت علي يائسة.. بائسة.. حزينة..
^^^
إخترت الإنتحار…!!
فأنا ولله الحمد سأنتحر بطريقة جدا سهلة ولن تألمني أبدا.. 🙂
لكن قبل أن أقبل على هذه الفعلة المشؤومة.. أريد أن أتأكد من أنني أخذت القرار الصحيح..
إستلقيت على السرير وفتحت من جوالي مقاطع يتحدثون فيها المراجع السلفية للإسلام عن الإنتحار وحكمة ومتى يكون صاحبه مخلد فالنار ومتى لا يكون..
بالتأكيد مع كل ثانية أسمع فيها الحديث أبكي أكثر.. ودموعي تتساقط أسرع.. ووداعي لنفسي يزداد حزناً..
كان رأي المشايخ أن المنتحر خالد مخلد في النار في حال إستحل الإنتحار.. أما إن كان يعلم حكم الإنتحار وهو أنه محرم فذلك يعود إلى مشيئة الله.. لكن قتل النفس كبيرة من الكبائر يفوق قتل نفس أخرى.. والإشراك بالله أعظم الذنوب.. ويأتي بعدها قتل النفس.
أهم ما يحتاجه الإنسان لم يوفره لي الله.. وهو الشريك الوفي حسن الخلق الصادق…
خلق الله آدم وجعله في جنة.. وبرغم ذلك إحتاج آدم لشريك يؤانس وحشته…!! وقدم الله له حواء.. إنها معادله سهلة وبسيطة جدا.. الأنثى تُكمل الذكر.. والذكر يكمل الأنثى..
لقد إكتشف الدكتور "سام" علاج لأي مرض.. وهو أن يتعادل المعادن والفيتامينات في جسم الإنسان.. هناك لكل معدن وفيتامين نظير له في جسم الإنسان.. على سبيل المثال "الكالسيوم".. نظيره "المغنيسيوم".. وهكذا يحاول المرض أن يكون جسده بكل المركبات الكيميائية في جسمه متعادلة وموزونة ليتكون صحته تؤدي وظيفتها المفترضة, عندما تفكّرت في نظرية الدكتور سام.. وجدت أن كل شي في الحياة يجب أن يكون متعادل وموزون ليكتمل.. فاليوم على سبيل المثال جعله الله لا يكتمل إلا "بليل" و"نهار".. شمس وقمر.. سماء وأرض.. ماء ويابسة.. تأكدت حينها بأن حياة الذكر لن تكمل إلا بأنثى…!!
هذا يعني بأن حياتي لن تكتمل إلا بوجود أنثى تشاركني معطيات الحياة…!!
أفتقر في حياتي لأهم عنصر في وجودي.. "الأنثى", إن لم يكن فيها أنثى لماذا أعيش.. لن أستطيع أن أعيش من الأصل.. فالأنهي حياتي بنفسي وأرتاح من هذه الإحتياجات التي لم أجدها في حياتي..
إزداد بكائي.. وحيرتي..
وترددت كثيراً.. وعندما حاولت أن أنظر للحياة من زاوية أخرى.. وصلت لأن ما أنا فيه أمر طبيعي.. ومع إشراق يوم جديد ستهدأ كل هذه الرغبات الغير طبيعية..
ألقيت وراء ظهري كل هذا الإكتئاب.. ونمت وأنا حزين..
_____________________________________
المسجون يقول أبغى أطلع دقيقة أشم هوا أشوف العالم, الطليق يقول عادي أنسجن وفي النهاية هي كلها حياة…..
-و مستعجل على الموت؟ لا تخاف راح يجيك حتى لو أنت بكامل قواك ومع أربع زوجات.
– أبسط يا عم, الدنيا قد تبدو ضيقة ولكن الوسع في الصدور…
– أنت تعلم أن لو جمعت كل البشرية الأحياء الآن يمكن أن تضعهم في مدينة واحدة واقفين. منظر رهيب!
أخي الفاضل عبدالعزيز..
أشكرك أولاً على وجودك ورأيك الكريم..
أبشرك بأني الآن أعيش حياة أعتقد يتمناها ملوك, حريه بجميع معانيها.. لكن في الماضي عشت حياة لو تعلم ما حدث فيها لعلمت لماذا حاولت كثيراً أن أدخل سجن مهما كانت الحياة ضيقة داخله, أو مستشفى المجانين فقط لأنعم بحريه أكبر من التي كنت عليها.
أمس كان ماضي بعيد جدا, والمستقبل طويل…. جدا
– الحمدلله وأشكرك على البشارة.
الحمدلله والشكر له..
لكن مهما كان الماضي بعيد.. يبقى له أثر بقدر دروسه.